انضمّت ولاية بومرداس إلى العديد من ولايات الوطن التي تعيش أزمة حادة في التزود بالوقود وخاصة مادة «المازوت»، حيث تعيش محطات التوزيع حالة ضغط شديد وطوابير طويلة، مثلما وقفت عليه «الشعب»، أمس، في بلديات برج منايل، عاصمة الولاية، الناصرية، بغلية ودلس، وهي وضعية زادت من حدة الضغط لدى المواطن خاصة في هذه الفترة من الشتاء. عادت أزمة التموين بالوقود لتضرب من جديد ولاية بومرداس خاصة المنطقة الشرقية منها، حيث عجزت مؤسسة نفطال عن ضمان التموين الدائم والمنتظم بمادتي المازوت والبنزين لمحطات التوزيع العديدة المنتشرة بتراب الولاية، ليجد المواطن وأصحاب المركبات أنفسهم مضطرين للانتظار لساعات في طوابير طويلة على أمل أن تصل شاحنة لتزود مخزون المحطات، في ظاهرة لم يجد لها المواطن تفسيرا مقنعا رغم تحجج المسؤولين بالظروف المناخية والإقبال المتزايد على مادة المازوت بالخصوص المستعملة في التدفئة وفي تربية الدواجن. الظاهرة نفسها يعيشها المواطن مع مشكلة التموين بقارورات الغاز التي تشهد هي الأخرى تذبذبا كبيرا، وهو ما زاد من درجة الضغط بمحطات البنزين التي توزع هذه المادة، وبالتالي تنوعت هذه الأيام واختلطت الطوابير ولم يجد بعض عمال محطات نفطال من وسيلة إلا الاختفاء عن الأنظار والحديث مع الزبائن من وراء شبابيك بعدما دخلوا في عطلة غير مبرمجة بسبب هذه الوضعية. كما اشتكى أصحاب شاحنات توزيع قارورات غاز البوتان الخواص في اتصال مع «الشعب»، من تصرف مسيري محطة التوزيع لنفطال ببرج منايل التي حددت حصة واحدة في اليوم عن كل شاحنة وأجبرتهم على التوجه إلى غاية براقي للتزود بهذه المادة الحيوية وسط معاناة كبيرة وطوابير لامتناهية، تاركين المواطنين بالمناطق النائية والجبلية لتيمزريت، شعبة العامر، تاورقة، أعفير وغيرها بدون قارورات غاز وضحايا المضاربين في ظل هذه الأجواء الباردة. كما تساءل عديد المواطنين عن أسباب غياب السلطات المحلية والولائية التي كان من المفروض اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لعدم تكرار أزمة سنة 2012، التي عرفت ندرة حادة في غاز البوتان نتيجة كمية الثلوج المتساقطة التي عزلت عددا من المناطق، ورغم الوعود المقدمة برفع كمية المخزون بالمحطة ووضع الاحتياطات اللازمة، إلا أن لا شيء تحقق، إلى غاية تجسيد مشروع محطة التعبئة الذي وضع له والي الولاية حجر الأساس بطاقة إنتاجية تصل إلى 20 ألف قارورة في اليوم، لكنه لم ينطلق بعد لتستمر معها المعاناة.