قررت السلطات الفرنسية رفع تكاليف الدراسة للطلبة من خارج الاتحاد الأوروبي بفرنسا باستثناء الدكتوراه مع تخصيص ما يعادل 10 بالمائة من إجمالي تكاليف الدراسة في فرنسا لتحسين الخدمات الموجهة للطلبة الأجانب. مقابل ذلك فقد تم رفع عدد المنح للطلبة الجزائريين للدراسة بفرنسا إلى 9 آلاف منحة. ذكر مركز "فرانس ستراتيجي" وهي هيئة تابعة للوزارة الأولى الفرنسية في تقرير حول التعليم العالي بالنسبة للطلبة الأجانب، أنه تقرر رفع تكاليف الدراسة بفرنسا، وكشف القائمان على إعداد هذا التقرير، نيكولاس تشارلز وكوينتين دلبش، أنه تم رفع تكليف تمدرس الطلبة من خارج الاتحاد الأوروبي بفرنسا باستثناء الدكتوراه من 400 أورو إلى 11 ألف أورو. وحسب التقرير الذي نقله موقع جريدة "فيكارو"، فإن رفع تكاليف تمدرس الطلبة الأجانب بفرنسا من شأنه أن يولد ما يقرب من 850 مليون أورو من المداخيل سنويا، سيتم استثمارها مباشرة في شكل خمسة إجراءات لتحسين جودة التعليم العالي الفرنسي. في حين دعا أصحاب هذه التقرير إلى ضرورة تخصيص 1000 أورو أي ما يعادل 10 بالمائة من إجمالي تكاليف الدراسة في فرنسا من أجل تحسين الخدمات الموجهة للطلاب الأجانب. ويستقبل برنامج "كامبوس فرانس" سنويا حوالي 7 آلاف طلب من الجزائر، وتم قبول 3500 ملف سنة 2014، مما جعل الجزائر تحتل المرتبة الثالثة بعد المغرب والصين في معدل الطلبة الذين يقبلون على الدراسة في فرنسا، في حين يبلغ عدد الطلبة الجزائريين في فرنسا اليوم حوالي 22 ألف طالب. وللتذكير فإن "كامبوس فرانس" هو مكتب إرشاد وتوجيه للطلبة الراغبين في تكملة الدراسات العليا (ماجستير، دكتوراة) في فرنسا، بحيث يتم التواصل مع الطالب منذ الخطوات الأولى حتى تحقيق الهدف بالدراسة في فرنسا. وبررت المؤسسة الفرنسية اقتراحها بكون مؤسسات التعليم العالي قد بدأت تفقد جاذبيتها لصالح الجامعات الآسيوية، مشيرة إلى ظهور منافسة قوية لجذب أفضل الطلبة على المستوى العالمي، كما اعتبرت أن المميزات التي كانت تتوفر عليها فرنسا أصبحت تفقد قيمتها مع ارتفاع الإقبال على التعليم العالي عن بعد، الذي يغني عن الانتقال نحو الجامعات.. وحتى تكون فرنسا قادرة على البقاء في صدارة الدول التي تقدم تكوينا أكاديميا راقيا فإن هذا يتطلب تكاليف هامة حسب المصدر.