صرح فليب جورجي المستشار الثقافي بالمركز الثقافي الفرنسي بان عدد الطلبة الجزائريين الذين يزاولون الدراسات العليا بالجامعات الفرنسية حاليا قد بلغ 20 ألف طالب، تسعى الجزائر الى استعادتهم كإطارات يساهمون في التنمية، حيث تعمل الحكومتان على تنسيق العمل في المجال بشكل تستفيد الجزائر من خبرات أبنائها مستقبلا ولا تضطر الى تصنيفهم في تعداد الأدمغة المهاجرة• وفي السياق اعتبر فليب جورجي أمس في ندوة صحفية عقدها بالمركز الثقافي الفرنسي أن السلطات الجزائرية ملزمة بتوفير فرص عمل لاستعادة هذه الكفاءات، والتي غالبا ما تستجيب للإغراءات التي تمنحها دول أجنبية كفرنسا بعد إنهاء الدراسات منها اكتساب خبرة مهنية أولية لمدة أربع سنوات• وأكد جورجي أن الانشغال الكبير لدى الإدارة الفرنسية هو التحكم في المسار الدراسي للطلبة الجزائريين بعد تسجيل حالات كثيرة لجزائريين سافروا الى فرنسا تحت غطاء الدراسة قبل أن يقرروا الانطلاق في الحياة العملية والاستقرار هناك• وأضاف أن الجانبين يعملان أيضا من خلال مركز الدراسة في فرنسا "كامبوس فرنس الجزائر" على إنجاح المسار الدراسي لآلاف الطلبة تفاديا للخسارة المالية التي يتكبدها الطرفين في حال فشل هذه الفئة من بلوغ الهدف ودخول عالم الشغل والخبرة• وفي السياق قال انه على الجزائر وضع إجراءات تضمن لها التحكم في تدفق الطلبة الى الجامعات الفرنسية منها الإسراع في الإصلاح الجامعي والعمل على توفير تكوين خاص لإطارات المستقبل، وكذا ضمان منصب شغل لهذه الكفاءات• ولم ينكر المتحدث بان فرنسا غالبا ما تستفيد من هذه الكفاءات بفضل ما توفره لهم من تسهيلات من اجل الإقامة والعمل في فرنسا• وفيما يتعلق بأسباب رفض طلبات تأشيرات الدراسة التي لم يتجاوز عددها ال 3500 منذ أكثر من ثلاث سنوات قال فليب جورجي إن السبب قد يعود الى اعتبارات خاصة بمصالح القنصلية الفرنسية بالجزائر للتحفظ على ملف المرشحين للدراسة هناك او لتحفظات يبديها "كامبوس فرنس الجزائر" والمتعلقة بقدرات الشخص اللغوية وجدوى المشروع الدراسي، او لسبب رفض بعض الجامعات الفرنسية استقبال الملفات كونها تتمتع بالاستقلالية الكاملة في هذا الشأن• حيث منحت السنة الفارطة 3207 تأشيرة دراسة في فرنسا لصالح الطلبة الجزائريين في الدراسات العليا• وعن مراكز "كامبوس فرنس" قال جورجي إنها انتشرت في 60 دولة من العالم غير أنها تمنح الخصوصية كثيرا لدول جنوب المتوسط وعلى رأسها الجزائر بفضل العلاقات الثنائية التي تربط الطرفين وكذا اتفاقيات التعاون في مجال التعليم العالي• كما أشار الى أن دور "كامبوس فرانس" يكمن في تحضير مسار التعليم العالي الفرنسي على نحو أفضل لفائدة الطلبة الجزائريين والعمل على توجيههم نحو تخصصات تتوافق واحتياجات بلدهم• من جهة أخرى كشف جورجي عن مشروع دعم فرنسي ل11 مدرسة تعليم عالي جزائرية بموجب اتفاق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تضع بموجبه 24 مدرسة فرنسية كفاءتها من اجل تجسيد المشروع، بالإضافة الى مشروع تطوير فروع الامتياز في الجزائر•