أكد النائب عن حركة النهضة في المجلس الشعبي الوطني وأحد الموكلين على مقترح تجريم الاستعمار امحمد حديبي أن أصحاب المبادرة لم يتسلموا قرار برفض المقترح. واعتبر حديبي في اتصال هاتفي مع ''البلاد'' أن تصريحات الرجل الثالث في الدولة الجزائرية عبد العزيز زياري للقناة الإذاعية الثالثة بخصوص هذا المشروع ''لا حدث''، مؤكدا أن كلام رئيس الغرفة السفلى الذي قطع الشك باليقين في مقترح تجريم الاستعمار الذي لم يجدول في أعمال الدورة الحالية للبرلمان وقد لا يكون كذلك بالنسبة للدورة الموالية هو ''موقف شخصي يعبر عن شخص زياري''، رغم أن هذا الأخير أرجع هذا القرار إلى اعتبارات دبلوماسية ودولية وقضائية. وشدد المتحدث من لهجته قائلا إنه مثلما قدمنا مشروعا مكتوبا وموثقا، على زياري أن يرد برفضه مكتوبا وموثقا، موضحا أن ''المبررات التي قدمها زياري واهية وغير مقنعة'' بعدما اعتبر كلام زياري ''غير مقبول على الإطلاق'' خاصة أنه صدر من رئيس البرلمان الذي يدافع عن خيارات الشعب الجزائري تجاه المستعمر الفرنسي. من جهته حاول رئيس الكتلة البرلمانية للجبهة الوطنية الجزائرية عبد القادر دريهم بعد أن أعرب عن أسفه، التأكيد على أن التصريحات السابقة التي أدلى بها وزير الخارجية الفرنسية برنارد كوشنير بخصوص مقترح تجريم الاستعمار المعروض على البرلمان والتي أكد خلالها أن الجزائر لن تقبل به ''لم تكن اعتباطية أو وهمية''، موضحا أن تصريحات زياري بخصوص هذا المقترح تدل على أن ''المجلس الشعبي الوطني ليس حرا في اتخاذ قراراته''، موضحا أن ''القرارات تبقى خاضعة للتبعية الخارجية وبالخصوص فرنسا''، ودعا في هذا السياق بغية إزالة اللبس وإنصاف مقترح تجريم الاستعمار إلى عرضه على الشعب في استفتاء عام. وفي سياق متصل اعتذر صاحب مقترح تجريم الاستعمار، موسى العبدي، عن إبداء موقفه لتأثره بفقدان شقيقه، في وقت طلب جلول جودي المكلف بالإعلام في حزب الإعلام إمهاله بعض الوقت إلى حين الاطلاع على تصريحات زياري، بعدما أوضح أن ''الدبلوماسية الخارجية من صلاحيات رئيس الجمهورية'' من دون أن يعطي مزيدا من التوضيحات، في حين حالت التزامات رئيس الكتلة البرلمانية لحركة مجتمع السلم في الغرفة السفلى، محمد السعيد بوبكر، دون تسجيل موقف الكتلة على اعتبار أنها من بين التشكيلات السياسية الداعمة للمقترح. ونشير إلى أنه لم نتمكن من ربط الاتصال بكتل الأرندي والأفلان والإصلاح.