أكد مساء أمس الأول، مدير المركز المرجعي الجهوي لتشخيص فيروس السيدا بعنابة، البروفسور معمر لعور أن الأرقام الرسمية المعلنة من طرف وزارة الصحة والتي تحصر عدد المصابين بمرض فقدان المناعة المكتسبة في 5147 مصاب مابين 1985 و2009 من بينهم 4129 مريض حامل للفيروس ''لا تبرز إطلاقا واقع انتشار مرضئالسيدا في الجزائر''. ودعا المتحدث في لقاء مع وسائل الإعلام نظمته الجمعية الوطنية لمكافحة مرض السيدا وترقية الصحة ''أنيس'' بمناسبة مرور الذكرى السابعة لتأسيسها إلى تبني إجراءات جديدة من شأنها الوقاية من استفحال هذا الداء الخطير في وسط المجتمع. وألح المتدخل في نفس الوقت على وجوب إعادة تجهيز المراكز الخاصة بتشخيص المرض مذكرا بكل الإجراءات التي اتخذت من طرق قطاع الصحةئ لتحسين دور هذه المراكز لاسيما في مجال التشخيص والوقاية والمتابعة. وكشف البروفسور لعور أن وزارة الصحة تستعد لفتح مراكز جديدة لتشخيص داء السيدا في كل من ولاياتئ سيدي بلعباس وتيارت وتيزي وزو وتلمسان لدعم المراكز المتوفرة لحد الآن والمقدرة ب 13 مركزا. إلى ذلك علمت ''البلاد'' من مصادر طبية مسؤولة بأن وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بصدد إعداد مشروع مرسوم من شأنه وضع الإجراءات الكفيلة بإعادة تحسين وتوسيع دور المركز الوطني لمكافحة السيدا الذي أنشئ في التسعينات والعمل على تحيين مهامه وإشراك مختلف الجهات المعنية لاسيما من المجتمع المدني في مجال الوقاية من المرض. من جهته، شدد الدكتور سوفي إسكندر أن نسبة الإصابة بداء السيدا لا تزال في الجزائر أقل من واحد بالمائة مقارنة بعدد السكان لكنها متفشية بشكل أكثر وسط محترفي الجنس والمثليين ومدمني المخدرات والمهاجرين السريين القادمين خاصة من إفريقيا جنوب الصحراء. وأشار إلى أن معدل الإصابة في صفوف بائعات الهوى يقدر بنسبة 5 بالمائة وتقفز النسبة إلى أكثر من 30 بالمائة وسط متعاطي المخدرات عن طريق الحقن فيما تنعدم الإحصائيات بخصوص شريحة المهاجرين غير الشرعيين لغياب دراسات ميدانية. ومن هذا المنطلق كشف الدكتور إسكندر عن مشروع شراكة بين جمعية ''أنيس'' ومنظمة ''أسماد'' الفرنسية ينطلق تجسيده ميدانيا ابتداء من الفاتح أكتوبر الداخل من خلال استهداف الفئات الهشة والأكثر عرضة للإصابة بفيروس السيدا. ويتمثل دور الجمعية في إعداد خارطة انتشار نشاط الفئات الأربع الأكثر عرضة (تاجرات الجنس، المثليين الجنسيين، مدمني حقن المخدرات والمهاجرين الأفارقة) عبر إقليم ولاية عنابة في مرحلة أولى والعمل على الوصول إليهم وتحسيسهم بخطورة الداء وأساليب الوقاية. وتكشف البطاقة التقنية للمشروع أن الأموال المخصصة لهذا الغرض تصرف في تكوين 400 شخص من الفئات المذكورة لمدة سنة كاملة من خلال إلقاء أطباء الجمعية سلسلة من الدروس حول الفيروس وطرق انتقال العدوى وأساليب الوقاية وتقنيات الاتصال والتحسيس الجماهيري والتشخيص ثم مرحلة العلاج في المراكز الصحية كآخر حل. وأوضح المتدخلون خلال هذا اللقاء أن العلاج الموجه لكل مريض مصاب بداء السيدا يكلف أزيد من 500 ألف دج (50 مليون سنتيم) وذلك نظرا لغلاء الأدوية ملحين في نفس الوقت على وجوب توفير التكفل البسيكولوجي للمرضى في كل المراكز الاستشفائية.