قللت الخارجية الأمريكية من مضمون التصريحات التي أدلى بها الوزير جون كيري، مؤكدة أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يكون "أبداً" طرفاً في مفاوضات السلام في سوريا. وكان كيري صرح في مقابلة بثتها شبكة "سي بي إس" الأمريكية رداً على سؤال حول احتمال التفاوض مع الأسد، "حسناً.. علينا أن نتفاوض في النهاية". وإذ أسفت لعدم إجراء مفاوضات سلام بهدف "وضع حد لمعاناة الشعب السوري"، كررت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر ساكي: "كما كنا نقول منذ وقت طويل، ينبغي أن يكون ممثلون لنظام الأسد جزءاً من عملية" السلام. لكنها تداركت أن "الأسد بنفسه لن يكون أبداً" طرفاً في هذه العملية و"لم يكن الوزير كيري يقصد ذلك". وعلى وقع ردود الفعل التي أثارها كلام كيري في الخارج، أوضحت ساكي أن وزير الخارجية "استخدم الأسد كمختصر" للنظام السوري برمته. وذكرت بأن الولاياتالمتحدة ترد بذلك على رغبة المعارضة السورية المعتدلة التي أعلنت مراراً أنها لن تتفاوض أبداً مع الأسد. وأضافت "بالتأكيد لا يمكن للمرء أن يتفاوض مع نفسه. ثمة حاجة إلى ممثلين في الوقت نفسه للمعارضة وللنظام حول الطاولة". لكنها أكدت أن "ليس هناك عملية قائمة ولا عملية على وشك أن تبدأ. إنها إذن مرحلة نظرية حالياً". وأعلن الرئيس السوري الاثنين، رداً على إبداء الوزير كيري استعداد بلاده للتحاور معه، أنه ينتظر أن تقترن التصريحات بالأفعال، في وقت أبدى ناشطون ومعارضون خيبة أملهم من الموقف الأميركي الأخير. وتزعمت الولاياتالمتحدة جهوداً لعقد محادثات بدعم من الأممالمتحدة في جنيف العام الماضي بين المعارضة السورية ووفد حكومي. وانهارت المحادثات بعد جولتين. وعقدت روسيا محادثات ضمت بعض شخصيات المعارضة والحكومة في يناير لكنها لم تثمر عن تقدم يذكر وقاطعها تحالف المعارضة الرئيسي. وقالت وكالة "انترفاكس" الروسية للأنباء إن روسيا وجهت الاثنين دعوة إلى مبعوث الأممالمتحدة بشأن سوريا لجولة ثانية من الاجتماعات من المقرر أن تبدأ في أفريل. من ناحية أخرى، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف قوله إن موسكو دعت مبعوث الأممالمتحدةلسوريا ستافان دي مستورا إلى الجولة الثانية من المحادثات بين النظام وقوى المعارضة المقررة في بداية أبريل المقبل. وقال جاتيلوف إن موسكو أرسلت دعوات إلى دي مستورا و"عدد كبير من الجماعات والهيئات المعارضة"، مضيفاً "أطلقنا التحضيرات للجولة الثانية التي ستجرى خلال الأيام العشرة الأولى من أفريل". وقاطعت مجموعات معارضة رئيسية الجولة الأولى من المحادثات في موسكو. كما لم تشمل تلك المحادثات المعارضة المسلحة الرئيسية. وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قد عبر، مطلع الأسبوع، عن سعي واشنطن لإعادة إحياء مفاوضات السلام بين أطراف النزاع في سوريا، مشيراً إلى أن "أي عملية انتقالية سياسية يجب أن يتم التفاوض بشأنها مع الأسد".