حدد زعيم المعارضة السورية أحمد الجربا مطالبه في محادثات إنهاء الحرب الأهلية في بلاده مطالبا بتشكيل إدارة انتقالية لا تضم الرئيس بشار الأسد.صرح الجربا أنه من المقرر أن يعقد وفدا الحكومة والمعارضة مفاوضات تستمر عدة أيام تحت إشراف الأممالمتحدة والقوى العالمية الكبرى إنه يتطلع إلى مستقبل لسوريا بدون الأسد، كما قال الجربا في كلمة اتسمت بالتحدي إن المجتمع الدولي أدرك الآن أنه لا يمكن للأسد أن يبقى في السلطة، كما أنه بدأنا التفكير في المستقبل بدونه، الأسد وكل نظامه بات من الماضي الآن فلا يداخل أحد أي شك في أن رأس النظام انتهى. هذا النظام مات، وأضاف أن موسكو الداعم الرئيسي للأسد قدمت تأكيدات بأنها ليست متشبثة بالأسد.كما أصر مسؤولون سوريون خرجوا من المحادثات مع مبعوث الأممالمتحدة الأخضر الإبراهيمي أمس دون الإدلاء بأي بيان على أن الرئيس السوري لن يترك منصبه.وأضاف أيضا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري انه لا يوجد مايشير الى آن الأسد مستعد للتنحي على الرغم من إصراره على عدم وجود مكان للأسد في مستقبل سوريا.وأفاد كيري آن هذا رجل ارتكب جرائم حرب ومازال يريد بشكل ما آن يدعى الشرعية ليكون قادرا على حكم البلاد، كما انه قد يكون هناك مكان لمسؤولين من حكومة الأسد في حكومة انتقالية مادامت أيديهم غير ملطخة بالدماء،كما أكدت الآراء المتضاربة بشأن مستقبل الأسد الصعوبات التي تواجه المحادثات وهي الأولى التي تعقد بين الحكومة والمعارضة منذ بدء القتال. الجربا يؤكد هذه هي الأسس التي نتفاوض وفقها وسنطالب بها: صرح الجربا إن المحادثات ستكون صعبة وطويلة وستبحث كل القضايا المحورية في إطار اتفاق جامع يشمل تشكيل هيئة حاكمة انتقالية.في حين هيمنت الحرب الكلامية بين وفدي حكومة الأسد والمعارضة على اليوم الأول من المحادثات ، كما تبادل الطرفان خلال اللقاء الاتهامات بارتكاب أعمال وحشية ولم يبد أي منهما ما يشير إلى استعداده للتوصل إلى تسوية.في حين لا يتوقع كثيرون أن تسفر محادثات السلام عن تقدم لإنهاء الحرب لكن المسؤولين يأملون في إنقاذ محادثات السلام بالبدء بإجراءات أكثر بساطة وعملية لتخفيف معاناة الملايين في سوريا خاصة من يعيشون في المناطق التي لا تصلها المساعدات الدولية.كما يعتقد أن ما يربو على 130 ألف شخص قتلوا ونزح نحو ثلث سكان سوريا البالغ عددهم 22 مليون نسمة من منازلهم ويحتاج نصفهم إلى مساعدات دولية ومن بينهم مئات الآلاف في مناطق معزولة بسبب القتال. ومن المقرر أن تبدأ المفاوضات الرئيسية الجمعة في مقر الأممالمتحدة في جنيف في الساعة 11 صباحا ومن المتوقع أن تستمر أسبوعا.كما سيلتقي الإبراهيمي مع الجانبين في نفس القاعدة ويشرح كيف يعتزم المضي قدما وسيخاطب رئيسا الوفدين الإبراهيمي ولن يخاطبا بعضهما البعض.ورغم ذلك تظل المحادثات هشة في ظل تهديد الجانبين بالانسحاب حيث تقول الحكومة إنها لن تناقش رحيل الأسد بينما تقول المعارضة إنها لن تستمر ما لم يكن رحيل الأسد هو أساس المحادثات.وأنه من بين المشكلات الكثيرة التي تواجه العملية أن وفد المعارضة لا يضم الجماعات الإسلامية المسلحة المرتبطة بالقاعدة التي تسيطر على معظم الأراضي الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة ووصفت المشاركين في المحادثات بالخونة، وهناك انقسامات في صفوف المعارضة المسلحة حيث قتل المئات خلال الأسابيع الماضية في معارك بين فصائل متناحرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبط بالقاعدة. ودعا أيمن الظواهري زعيم القاعدة المقاتلين الإسلاميين الى توحيد الصفوف. جنيف "2" على وشك الانهيار وإلغاء المفاوضات : أكدت الأممالمتحدة أن المباحثات المباشرة بين المعارضة السورية ووفد النظام في جنيف لن تجرى الجمعة.وأما من جانبها قالت المستشارة السياسية والإعلامية لبشار الأسد بثينة شعبان، إن الأممالمتحدة أبلغت وفد النظام بأن المعارضة غير جاهزة للجلسة الصباحية.كما إنهم يريدون السلطة، ونحن لم نأتِ الى هنا للحديث عن السلطة، بل لمناقشة قضية الإرهاب الذي يسفك دماء السوريين، ومن جهته أعلن الائتلاف السوري المعارض، أنه لن يقبل بخوض مفاوضات مباشرة مع النظام في جنيف قبل أن يقر الأخير بقبوله بنقل السلطة وفقاً لقرار مؤتمر "جنيف 1".كما رفض الوفدان السوريان دخول قاعتي المحادثات، وسط مساعٍ لتجنب انهيار المفاوضات، كما شهدت جلسة مشاورات تحضيرية قام بها الإبراهيمي مع كلا الوفدين على حدة، بغية وضع الترتيبات اللازمة للتفاوض.كما جمع المسؤولون الغربيون المجتمعون في سويسرا على أن المفاوضات بين وفدي النظام والمعارضة السورية لن تكون أبداً أمراً سهلاً.كما يرجع ذلك إلى أن طرفي النزاع لديهما أهداف متناقضة تماماً من المجيء إلى جنيف الذي اعتبر مجرد انعقاده وعدم انسحاب أي طرف منه إنجازاً، بعد بداية وصفت بالمتعثرة.ومن جهتها تتمحور النقاط التي تشكل جوهر الخلاف في هذه المفاوضات حول مصير الأسد ودوره، ومن المرجح مناقشتها بداية خلال المفاوضات في قاعتين منفصلتين، واحدة لوفد النظام والثانية للمعارضة، وسينتقل الإبراهيمي بينهما بهدف تقريب وجهات النظر وتقييم استعدادها للتفاوض، كما يأمل المنظمون أن يكون ذلك تمهيداً قبل جمع الطرفين بغرفة واحدة رغم صعوبة ذلك، بسبب انعدام الثقة الكلي بين الطرفين.ولكن موسكو وواشنطن تعتقدان أن النقاط التي اتفق عليها مؤخراً بين الطرفين ربما تكون مؤشرات إيجابية، خصوصاً فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في حلب، ويبحث تطبيق نفس الخطة في حمص، وفتح بعض الممرات الإنسانية للمناطق المحاصرة. كما أن كلاً من النظام والمعارضة يحضران قوائم بأسماء معتقلين ومخطوفين لتتم مبادلتهم.وانه حال تحققت هذه الخطوات يرى المتابعون أنها بداية لردم الهوة بين الوفدين المفاوضين، وربما تحقيق بعض التقدم خلال الأيام المقبلة رغم التوتر القائم.