التحقيقات الأولية تفيد بخضوع أغلبهم لتدريبات شبه عسكرية في الجنوب اعترضت مصالح الأمن المشتركة في ولايتي الطارف وتبسة، أمس، طريق مجموعتين من المهاجرين الأفارقة كانوا يحاولون التسلل إلى الجمهورية التونسية. وبينت التحريات الأولية مع الموقوفين أن معظمهم خضع لتدريبات شبه عسكرية بشكل عزّز شبهة علاقتهم بالتنظيمات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل. وأفاد مصدر "البلاد" أن مصالح حرس الحدود بالتنسيق مع وحدات الدرك الوطني والشرطة، تمكنت من القبض على المجموعة الأولى في إقليم احدى البلديات الحدودية لولاية الطارف وتتشكل من 16 عنصرا. في حين أفلحت قوة عسكرية في توقيف 28 شخصا يحملون جنسيات إفريقية مختلفة كانوا متوجهين من ولاية تبسة نحو ولاية الڤصرين عبر منافذ جبلية سرية. وجرى نقل هؤلاء من عدة ولايات شرقية خاصة ڤالمة وعنابة وسكيكدة وقسنطينة على متن مركبات سياحية ورحلات برية لحافلات متخصصة في نقل المسافرين، قبل انقسام الجماعتين على محورين في فالمة وعنابة لتتوجه مجموعتان نحو الطارف ومجموعة نحو تبسة في مخطط مدروس ومتزامن للالتحاق بالولايات الحدودية التونسية، حسب تصريحات الموقوفين. وتحقق المصالح الأمنية حول الهدف من محاولات تسلل هؤلاء الرعايا إلى الأراضي التونسية في هذا التوقيت المتزامن مع اشتباكات ساخنة بين الإرهابيين والجيش التونسي، خاصة أن اعترافات بعضهم أكدت أنهم خضعوا لتدريبات شبه عسكرية في عدة ولايات بالجنوب الجزائري وبعضهم استفاد من تدريبات خاصة في مالي والنيجر، ما يعزز المخاوف بشأن تورطهم في الدعم أو الانتساب لجماعات إرهابية تنشط في المنطقة الحدودية. كما تركز التحقيقات على علاقة المجموعتين بشبكات ممولة للحركات الإرهابية تحت غطاء الهجرة غير الشرعية. وبالموازاة فرضت التحركات الإرهابية الأخيرة على الحدود مع تونس على قيادة الجيش والدرك والأمن الوطني العمل بمخطط أمني جديد، يفرض المزيد من القيود على التنقل في المناطق الجبلية والممرات السرية ويقسم المهام بين مصالح الأمن المختلفة. وشملت الاحتياطات الأمنية اللافتة خلال ال24 ساعة الأخيرة محاور المنشآت الأمنية والعسكرية في الجهة، طبعها تشديد المراقبة والتفتيش للأشخاص والمركبات على مستوى الحواجز الأمنية، وتوسيع وتكثيف حركة الدوريات الأمنية على المسالك الحدودية بالخصوص. وكانت قيادة الجيش الجزائري قد حذرت من تسلل عناصر من جماعات إرهابية متعددة إلى الجزائر، باستغلال حالة النزوح التي تشهدها الجزائر من دول الجوار كمالي وليبيا بسبب النزاعات الداخلية. وأشارت وزارة الدفاع في وقت سابق أن الجزائر تواجه "تحديات ورهانات عسكرية وأمنية كبيرة، تتطلب التجند والاستعداد لصد أي تسلل محتمل عبر الحدود، ومواجهة مختلف التهديدات، لاسيما الإرهابية منها، والمخاطر التي تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات".وأكد نفس المصدر أن "الساحة الإقليمية تعرف تطورات خطيرة بتصاعد أعمال العنف وتردي الحالة الأمنية بشكل خطير على حدودنا الشرقية التي تعرف تدهورا أمنيا دفع إلى نزوح للسكان نحوحدودنا". ولفت مصدر أمني مسؤول إلى أن قيادة الجيش ترى أن هذا النزوح "قد يساعد على تسلل عناصر من جماعات إرهابية إلى الوطن، مما يشكل خطرا على الأمن والاستقرار بالمنطقة".