اجتاز التحرك الأوروبي لاستصدار قرار في الأممالمتحدة يأذن بتنفيذ الاتحاد عملاً عسكريًا قبالة السواحل الليبية أو ربما داخل المياه الإقليمية لليبيا، مرحلة أولى بعد أن وزعت بريطانيا مشروع قرار في هذا الشأن. ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى الحصول على تغطية من الأممالمتحدة لتحركه العسكري المعلن قبالة ليبيا، رغم الانتقادات والشكوك المخيمة عن هذا التوجه، ويقول الاتحاد الأوروبي إنه يريد ترجمة مقررات المسؤولين الأوروبيين لمكافحة الاتجار بالبشر، ولكن الدبلوماسيين يرون أنه لا يزال هناك كثير من المطبات. ويسود الاعتقاد في بروكسل أن الأممالمتحدة لن تبدأ نقاشًا رسميًا عن القرار الأوروبي قبل الشهر المقبل، كما أن روسياوالصين وخلافًا لما تردده الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية، لم تعلنا موافقة نهاية ورسمية على أي تحرك عسكري أوروبي قد يمثل خرقًا لسيادة الدولة الليبية. والموقف غير الواضح للحكومة الليبية الموقتة يزيد من طبيعة المضاربات بشأن مصير القرار الأوروبي، المزمع طرحه أمام مجلس الأمن الدولي. وتصر الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية فيدريكا موغيريني على استصدار القرار تحت البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة، وهو أمر قد لا توافق عليه الصين تحديدًا، التي لا تريد تسجيل سابقة قد تجيز تحركات عسكرية في جنوب شرق آسيا، حيث يوجد كثير من النزاعات البحرية المجمدة. وتتمسك بيكين تقليديا بمبدأ "السيادة الإقليمية" للدول بشكل تام، كما أن روسيا وحتى وإن كانت لا تخطط للركون لحق الفيتو، فإنها ستضع كثير من الشروط وفق الدبلوماسيين قبل الموفقة النهائية على قرار دولي في المتوسط، ومنها تغيير صيغة القرار وشطب الإشارة إلى عمليات التدمير والعمليات العسكرية، والاكتفاء بتحييد وإدارة مصير مراكب المهاجرين وغير ذلك من التفاصيل الفنية الدقيقة، التي من شأنها تجنب ما حصل في ليبيا العام 2011، عندما تجاوزت الدول الغربية بقيادة فرنساوبريطانيا التفويض الممنوح لها، وتحولت عملية حماية المدنيين إلى عملية تغيير للنظام. من ناحية أخرى، تعرض موكب السفير الأوكراني بليبيا، ميكا ناهورني، إلى عملية سطو غربي العاصمة طرابلس، أثناء توجه موكبه إلى تونس. وبحسب مصادر محلية، فإن اشتباكات اندلعت أمس بين قوات الجيش وقوات ميليشيات فجر ليبيا بالمنطقة الواقعة بين طرابلس والزاوية، حيث قامت ميليشيات بمحاولة للتقدم باتجاه المناطق التي يسيطر عليها الجيش جنوب الطريق الساحلي. ورجحت المصادر أن الميليشيات هي من تعرضت للسفير الأوكراني حيث أعلنت ميليشيات فرجان جنزور في وقت لاحق من مساء أول أمس عثورها على سيارة السفير.