كانت مدينة رام الله الفلسطينية مساء أول أمس على موعد مع فيلم ''خارجون عن القانون'' الذي أثار جدلا واسعا قبل وبعد عرضه في الدورة الأخيرة لمهرجان ''كان'' وقاعات السينما في باريس والجزائر بعدها، حيث دوت التصفيقات الحارة في قاعة ''مسرح وسينما القصبة'' في رام الله بمناسبة اختتام الطبعة الخامسة لمهرجان ''القصبة'' الدولي السينمائي الفلسطيني، ووقف الجمهور طويلا تحية للثورة الجزائرية التي تمكن رشيد بوشارب من تصوير جوانب جديدة منها في فيلمه ''خارجون عن القانون''· وعبر العديد ممن شاهدوا هذا العمل عن دهشتهم من حقائق ظلوا يجهلونها خصوصا ماتعلق بمجازر الثامن ماي 1945 وخروج آلاف الجزائريين عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية مطالبين فرنسا بالوفاء بوعودها ومنحهم الاستقلال، ليواجه الجيش الفرنسي المسيرات السلمية بالوحشية ولغة الرصاص سقط على إثرها أكثر من 45 ألف شهيد· وهنا قال أحد المشاهدين الفلسطينيين إنه استذكر بعد مشاهدة تلك الوحشية، المجازر التي ارتكبها ويرتكبها يوميا جيش الاحتلال الإسرائيلي في حق الفلسطينيين، مؤكدا أن الفيلم ''لامس جراح الفلسطينيين وأمنياته في التحرر وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف''، وذلك بينما خرجت حشود من القاعة مرددة هتافات ''تحيا الجزائر·· تحيا فلسطين''·من ناحية أخرى، يرصد فيلم رشيد بوشارب مراحل هامة من تاريخ الثورة الجزائرية وبداية تأسيس جبهة التحرير في مدن الصفيح والسجون الفرنسية، وكيف ثار الجزائريون على المحتل وقدموا في سبيل ذلك أكثر من مليون ونصف المليون شهيدا، ويكشف عن حقيقة الاستعمار الفرنسي وكيف نهب أراضي الجزائريين وتركهم في العراء، وذلك من خلال قصة معاناة عائلة جزائرية استولى الفرنسيون على أرضها، وعبرها، يسلط الفيلم الضوء على مظاهرات الثامن ماي 1945 بولاية سطيف وعمليات القتل والاعتقال الجماعي، حيث قتل رب العائلة واعتقل ابنه الأكبر ''عبد القادر'' وزج به في السجن، فيما أجبر شقيقه ''مسعود'' على الالتحاق بالجيش الفرنسي والقتال في فيتنام، بينما رحل الأصغر ''سعيد'' مع أمه إلى فرنسا·