حظيت السينما الفلسطينية أول أمس بتكريم خاص من محافظة المهرجان الدولي للفيلم العربي، الذي تتواصل فعالياته بوهران إلى غاية نهاية الشهر الجاري حيث احتضنت قاعة السينما السعادة وعرض فيلم ''عيد ميلاد ليلى'' للمخرج والسيناريست ورئيس لجنة التحكيم الخاصة بالأفلام الطويلة الفلسطيني رشيد مشهراوي، بحضور ضيوف الجزائر من سينمائيين ونقاد وممثلين عرب وعشاق الفن السابع من الجمهور. يعرض فيلم ''عيد ميلاد ليلى'' خلال ساعة ونصف يوما من يوميات رجل فلسطيني يعمل كسائق سيارة ''تاكسي'' بعد أن كان قاضيا، و ذلك بسبب عجز السلطة عن دفع مرتبه مما اجبره على العمل كسائق تاكسي لسيارة أجرة هي ليست ملكا له . حيث يقوم الفنان محمد بكري بأداء دور البطولة في الفيلم.. وفي يوم احتفال أبو ليلى وأمها بعيد ميلادها السابع تصر الأم على أن يعود زوجها مبكرا ومعه هدية وكعكة عيد الميلاد، ولكن الحياة اليومية في فلسطين تأخذه في اتجاهات متعددة قبل أن يصل إلى المنزل، و أخيرا يصل في الموعد حاملا الهدية. وقد استطاع المخرج أن ينقل لنا بإخلاص كل تفاصيل معاناة الفلسطيني الذي أنهكته الاوضاع الأمنية والسياسية في أرضه المغتصبة والتي جعلته لا يستطيع التوفيق بين حياته الخاصة والمهنية في ظل الاستعمار الإسرائيلي. بهذه المناسبة قال المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي أن شعار الطبعة الثالثة لمهرجان وهران السينمائي ''دليل آخر على تمسك الأمة العربية بالقضية الفلسطينية''. وأبرز السيد مشهراوي في ندوة صحفية نشطها اول امس بمناسبة عرض الفيلمين الفلسطينيين في إطار اليوم المخصص لتكريم السينما الفلسطينية أن ''اهداء هذه الدورة للقدس يعزز تواصل الشعوب العربية مع كفاح ونضال أشقائهم الفلسطينيين''. وصرح المخرج الفلسطيني في نفس السياق ''انه شيء جميل عندما تحمل معنا الجزائرعلى غرار شعوب الأمة العربية ثقل قضيتنا'' مضيفا أن الحدث يؤسس لتضامن عربي سينمائي مع فلسطين وأشار المخرج الفلسطيني الذي حظي بتكريم خاص من قبل مهرجان وهران خلال افتتاح هذه التظاهرة أن السينما الفلسطينية جاءت لتضيف معرفة جديدة وأكثر واقعية لقضيتها أمام الأعمال التي تناولت الموضوع ''خاصة تلك الأفلام التي تقدم صورا خاطئة وبعيدة عن واقع يوميات الفلسطين، أمام آلة الاستدمار التي تشنها قوى الاحتلال الصهيوني''.