كشف الخبير في الشأن الأمني، العقيد المتقاعد محمد خلفاوي، عن أن قدرة تنظيم ما يعرف ب«داعش"، تكمن في الخلايا النائمة التابعة له، موضحا أن تلك الخلايا تحاول الاختباء في انتظار أموار من قيادة التنظيم لتنفيذ العمليات الموكلة إليها، وهو ما حدث في تونسوالكويتوفرنسا، حيث كلف إرهابي أو اثنان من العناصر الشابة التي غالبا ما تكون مخدرة في حالات كهذه، بتنفيذ هجمات على أهداف معينة، لم تكن تهدف الى إيقاع عدد كبير من الضحايا بقدر ما كانت تهدف الى ايصال رسالة الى العالم مفادها أن التنظيم قادر على ضرب أي موقع في العالم، مشيرا الى أن هذا يدخل في إطار الحرب النفسية لإعطاء التنظيم حجما أكبر مما هو عليه. وأضاف خلفاوي خلال نزوله ضيفا على "البلاد"، أن البيان الذي أصدره التنظيم والذي تبنى فيه الهجمات الثلاث، أوضح أن الأوامر صدرت الثلاثاء الماضي، ونفذت الاعتداءات يوم الجمعة، وهي مدة قصيرة لا تكفي للتخطيط أو وضع إستراتيجيات محكمة، ما يفسر جليا أن الهدف منها كان اثارة مخاوف الشعوب وإيصال رسالة الى الحكومات بأن داعش قادر على ضرب أي موقع في العالم. وأضاف أن استهداف فرنسا جاء بسبب حربها ضد الإرهاب وتدخلها في مالي والنيجر، ومحاولاتها التدخل في ليبيا، وهو ما يهدد مصالح التنظيم الإرهابي، بينما هجمات الكويتوتونس فاستهدفت ما يصفه التنظيم ب«أعداء الإسلام" في إشارة الى الشيعة في الكويت والسياح الأجانب في تونس. وراهن الخبير الأمني على أن داعش سيضعف ويزول بحكم ما أثبتته التجارب السابقة، وهو الآن في مرحلة يحاول فيها إثبات وجوده، محذرا من استمرار هجماته في المرحلة القادمة، حتى على الجزائر، مشيرا الى أن الحكومات مطالبة بتوفير الأمن لحماية شعوبها، منتقدا في السياق ذاته تصريحات الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي التي قال فيها إن تونس غير قادرة على مكافحة الارهاب بمفردها، وموضحا أن التصريحات محبطة للشعب التونسي وللجيش ولا يجب على أي رئيس الإدلاء بها، داعيا الى ضرورة تغيير إستراتيجية مكافحة الإرهاب في دول المنطقة، بالمرور من مخطط العمل الى برنامج حقيقي يستهدف البنية التحتية للإرهاب أي الشباب والطلبة الذين يتم تجنيدهم في العمليات، من خلال فتح مجال النقاش في الدين والتاريخ والإسلام المعتدل. وأشار خلفاوي الى أن الاعتداءات الأخيرة ستغذي ظاهرة الإسلاموفوبيا في الدول الغربية، موضحا أن الجاليات المسلمة ستعاني من كراهية الغرب في الفترة القادمة، وشدد على ضرورة وضع حد لهذه الظاهرة.