شرعت الجزائر في تحركات جديدة بهدف (إنقاذ تونس) من تهديدات (القنابل الأمنية) التي تتربص بها في الآونة الأخيرة، ويبدو أن سلطات بلادنا ترمي بكل ثقلها لمساعدة الأشقاء التوانسة على تخطي المحنة التي يواجهونها، لاسيما بعد (اعتداء باردو) الذي أخلط أوضاع السلطات التونسية. وأوفدت الجزائر فريقاً أمنياً إلى تونس للمساعدة في التحقيقات الجارية بشأن الهجوم الإرهابي الدامي الذي استهدف سائحين أجانب، يوم الأربعاء الماضي، في متحف (باردو) وسط العاصمة تونس. وقال مسؤول أمني تونسي، تحفظ على الكشف عن هويته، لموقع (سبوتنيك)، إن فريقاً من كبار المحققين المختصين في قضايا الإرهاب والعمليات الإرهابية، وصل إلى تونس، لمساعدة المحققين التونسيين، في كشف ملابسات حادث (باردو)، موضحاً أن (المحققين الجزائريين سيقدمون المساعدة الفنية وملاحظاتهم بشأن المعطيات التي توفرت للمحققين التونسيين حتى الآن). ويُعرف المحققون الجزائريون، بخبرتهم الطويلة بالعمليات الإرهابية، بفعل تراكم خبرة تعاطيهم مع تكتيكات وعمليات الجماعات الإرهابية في الجزائر خلال العقدين الماضيين، إذ تعرضت الجزائر لسلسلة من العمليات الإرهابية الشبيهة بهجوم الأربعاء الذي يعد الأول من نوعه في تونس، حيث هاجم انتحاريون في عام 2007، قصر الحكومة والمحكمة الدستورية ومقر الأممالمتحدة بالعاصمة الجزائرية. كما نجح المحققون الجزائريون في التوصل إلى تفكيك خلايا نائمة كان عناصرها على صلة بهذه الهجمات. وقال المسؤول الأمني التونسي إن (فريق المحققين الجزائريين، أطلع نظراءه في تونس على التركيبة المحتملة للمجموعة الإرهابية التي نفذت عملية (باردو)). وأضاف أن (الخبراء الجزائريين أكدوا أن عملية باردو قد تكون بسيطة على صعيد التنفيذ، ولكنها معقدة على صعيد الإعداد والتخطيط، وهكذا عمليات إرهابية تنفذ في العادة من قبل ثلاث إلى أربع خلايا صغيرة، تتكفل كل واحدة منها بمهام الاستطلاع وانتخاب الهدف، وخلية التجهيز التي تتكفل بتوفير الدعم اللوجستي ثم الخلية المنفذة). ووفقاً للمصدر ذاته، فإن الخبراء الجزائريين (يرجحون وجود خلية رابعة) تتبع خلية التنفيذ عادة وتصوّر تفاصيل ما قبل العملية، وخلال تنفيذها إن أتيح لها ذلك لاستغلال الصور في الدعاية الإعلامية، وربما قد ينشر التنظيم الإرهابي بعد فترة، كما كان يقع في الجزائر، تسجيلات مصورة لعملياته الانتحار). وكان إرهابيان من بين ثلاثة نفذوا هجوماً استهدف متحف باردو وسط العاصمة تونس، خلّف 21 قتيلاً،. وتبذل الأجهزة التونسية المعنية جهوداً لتوقيف الإرهابي الثالث الذي كشفت كاميرات المراقبة عن وجوده ومشاركته في العمل الإرهابي، بحسب ما أكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، الذي قال إن (الإرهابي الفار لن يذهب بعيداً). مقتل جندي تونسي قرب حدود الجزائر قال المتحدث باسم الجيش التونسي أمس الاثنين لوكالة (رويترز) أن جنديا قتل وأصيب اثنان اخرين في انفجار لغم أرضي زرعه جهاديون في الكاف قرب الحدود مع الجزائر. وقال المتحدث باسم الجيش بلحسن الوسلاتي، (قتل جندي وأصيب أثنان في انفجار لغم بمنطقة حدودية مع الجزائر فى الكاف. وأضاف طبعا اللغم زرعه إرهابيون، والأسبوع الماضي قتل 20 سائحا في هجوم نفذه مسلحان على متحف باردو، وأثار الهجوم حالة من الصدمة والذهول في البلد الذي أكمل انتقاله الديمقراطى بانتخابات وصياغة دستور جديد العام الماضي. تونس تدعو قادة العالم إلى مسيرة ضخمة تنديدا بالإرهاب أعلنت وزيرة السياحة التونسية، سلمى الرقيق أن رئاسة الجمهورية والحكومة والبرلمان إلى جانب أطراف غير حكومية من أحزاب ومنظمات سينظّمون، الأحد المقبل، مسيرة ضخمة بالعاصمة يدعى إليها قادة العالم بأسره تنديدًا بالعملية الإرهابية الأخيرة التي استهدفت متحف باردو. وأوضحت أن هذه العملية الإرهابية التي تمس الاقتصاد التونسي في الصميم وتضرب السياحة التي تسهم ب7 بالمائة في الناتج الداخلي لن تزيد الحكومة الحالية إلا إصرارًا على مزيد من العمل لدعم أمن البلاد واستقرارها والخروج بها إلى بر الأمان، مضيفة نحن بالمرصاد لظاهرة الإرهاب الوافدة على المجتمع التونسي، والتي لا يمكن أن يتقبلها أي تونسي أصيل ، مشيرة إلى أن العنف والإرهاب والإجرام ظواهر ليس لها مكان في حياة المواطن التونسي المحب لثقافة التسامح والمقبل على الحياة. وأوضحت أن الحكومة الحالية اتخذت الإجراءات الضرورية لتأمين مؤسسات الدولة والمواقع السيادية والجهات السياحية، مبينة أن وزارة السياحة تسعى حاليًا إلى تحفيز السياحة الداخلية وقدوم المواطنين بالخارج إلى تونس، كما تحرص خلال هذه الفترة على تشجيع السياحة. الجزائر تحتضن اجتماع المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب اليوم أعلن الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل أن الجزائر ستترأس مناصفة مع كندا الدورة الثالثة لمجموعة العمل المخصصة لمنطقة الساحل والتابعة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب المقررة يومي الثلاثاء والأربعاء بالجزائر العاصمة. وأوضح السيد مساهل في تصريح للصحافة عقب محادثاته مع رئيس مجموعة العمل المكلف بمنطقة الساحل دافيد دريك أن اجتماع الثلاثاء سيتمحور أساسا حول تقييم الوضع الأمني في منطقة الساحل ودراسة مجالات التعاون في إطار هذا المنتدى . وأضاف الوزير أن الدورة الثالثة للجنة الخاصة هامة للغاية بالنظر إلى السياق الذي تعقد فيه بعد توقيع اتفاق الجزائر حول السلم والمصالحة في مالي وكذا بالنظر إلى الوضع السائد في ليبيا وتداعياته على البلدان المجاورة . وأشار السيد مساهل إلى انه سيتم خلال هذا اللقاء التطرق أيضا إلى مسائل هامة أخرى مرتبطة بمكافحة تمويل الإرهاب وتجفيف منابع تمويله. وسجل الوزير أن (هذه الجوانب أصبحت أعمالا دبلوماسية تقوم بها منظمة الاممالمتحدة على المستوى الدولي. والجزائر طرف فعال في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب ومن المبادرين به مشيرا إلى دورها بشأن التصور الواجب تبنيه لدعم البلدان التي تواجه ظاهرة الإرهاب لاسيما الساحلية منها من خلال التكوين والدعم اللوجستي وتبادل المعلومات...).