دعا الدكتور والسياسي ارزقي فراد، السلطة، إلى ضرورة إدراج المذهب الاباضي في المنظومة التربوية، لرأب الصدع وإنهاء الخلاف المذهبي القائم في ولاية غرداية والذي تحول إلى موجة من العنف باتت تعصف بالمنطقة، إلى جانب قطع الطريق أمام أصحاب الفكر المتشدد من الوهابيين الذين يكفرون الاباضيين، ويعتبرون المذهب خروجا عن الدين والملة. وأكد فراد أمس خلال ندوة فكرية نظمتها حركة البناء بفندق السفير بالعاصمة، تناولت الوضع في غرداية، أن الحكومة مجبرة على التعامل مع أزمة غرداية مثلما فعلت مع أزمة العروش، حيث إنها اعترفت باللغة الأمازيغية وأدرجتها ضمن المنهج المدرسي، فلابد أن تدرج المذهب الاباضي ضمن المنظومة التربوية لتضع حدا للصراع المذهبي القائم بين الاباضيين والمالكيين في غرداية، محملا إياها مسؤولية انتشار الأفكار التكفيرية، وتفاقم الوضع إلى درجة بروز صراع من نوع آخر وهو ما تحاول بعض الأطراف الاستثمار فيه وهو الصراع العنصري بين العرب والبربر، وشدد على أهمية حل الأزمة في أسرع وقت ممكن، مقترحا أولا اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة، ثانيا تعويض المتضررين وحل مشكل العقار وثالثا لابد من حل تربوي من خلال ترسيخ مبدأ الحق في الاختلاف، لبلوغ وحدة وطنية في إطار التنوع، وأضاف أن اتهام أطراف اجنبية بإشعال الفتنة، ما هو الا مبرر للتغطية على أخطائنا، مستدلا بأن الماك ليس هو المسؤول عن أحداث العروش سابقا، وإنما التعفن الذي عرفته منطقة العروش هو الذي ولد الماك وهو الذي ادى إلى ظهور مطالب بالانفصال. في السياق، حذر الوزير والدبلوماسي الاسبق الدكتور عبد العزيز رحابي، من التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للجزائر، موضحا أن التدخل لا يعني فقط الاتهامات أو التصريحات الانتقادية وإنما التدخل هو تبعيتنا للخارج بسبب الغذاء الذي نستورده، التعليم، التكوين، المرجعية الدينية وغيرها، مشيرا إلى أن الجزائر تعيش العديد من الأزمات، لكن الأزمة الحقيقية هي أزمة "المصطلحات"، مشددا على أن قوة البلاد تكمن في العدالة الاجتماعية، الحماية والانتماء الوطني وهو ما يشدد علاقة النظام بالشعب، لأن النسيج الوطني أساسه التضامن الاجتماعي والذي يتلخص في الشغل، التعليم، السكن ولا يحق لأي طرف أن يوظفه سياسيا، مضيفا أن غرداية هي ناقوس الخطر فقط، لكن التهديد يتجاوز حدود الولاية لأنه يستهدف الجزائر ككل.