وصفت مذكرة لوزارة الخارجية الأمريكية مصادر الطاقة و المحروقات في الجزائر بالهامة و المهملة. هذا الوصف الذي يأتي في عز الأزمة التي تضرب الإقتصاد الجزائري و التي فرضت منطقها على الحكومة التي اضطرت مؤخرا لتوقيف عدد من المشاريع التنموية بالإضافة الى دعوات الوزير الأول عبد الملك سلال لترشيد النفقات في مختلف القطاعات. المذكرة التمهيدية القادمة من واشنطن أكدت أن إمكانيات الجزائر في مجال النفط و الطاقات الحفرية كبيرة جدا إلا أنها غير مستغلة و راحت شهادات الخارجية الأمريكية الى أبعد من ذلك قائلة بأن بعض هذه المصادر لم يتمكن الجزائريون من تحديدها إطلاقا بالرغم من أن إستغلال هذه الإمكانيات سيحمي الجزائر من لفح أزمة تهاوي أسعار النفط خصوصا و أن المذكرة أوردت بأن الإنتاج الجزائري في مجال النفط تدحرج من 1.6 مليون برميل في اليوم في أواخر 2005 الى 1.4 مليون برميل نهاية السنة الماضية المذكرة أوردت بأن ما يمكن أن تجنيه الجزائر من هذه الموارد الغير محددة و لا مستغلة يتجاوز 9.8 مليار برميل من البترول بالإضافة الى أزيد من 49 ترليون متر مكعب من الغاز الطبيعي و هي أرقام جد هائلة خاصة و أن بعض الباحثين في مجال الموارد الطاقوية أكدوا أن مخزون الجزائر بدأ يتناقص و قد لا يصمد طويلا إلا أن هذه الطاقات النائمة قد لا تستيقظ بداعي الرفض الذي أعرب عنه سكان الجنوب الجزائري و المناطق القريبة من هذه الموارد الحفرية و هو ما اعتبره تقرير الأمريكيين بمثابة الضربة الموجعة التي وقعت على رأس شركات الإستثمار الأجنبية التي أعلنت عن تجميد خططها الإستثمارية في مجال الغاز الصخري جراء الغضب الشعبي الذي شهدته ولايات الجنوب في الثلاثي الأول من السنة الجارية.