أنا فنان عالمي ولا يشرفني التعامل مع صعاليك الثقافة الجزائرية! يتحدث فنان الأغنية الملتزمة صادق جمعاوي عن الأغنية المطروحة اليوم في السوق الجزائرية وتدني مستواها، وعن مسيرته الفنية، كما يحمل محدثنا الإعلام مسؤولية الترويج لأسماء فنية لم تخدم المشهد الفني، ويتوقف عند مسيرة أكثر من نصف قرن من الغناء حقق فيها جماهيرية عريضة خاصة لدى التربويين والرياضيين. يغيب اسمك عن الكثير من التظاهرات الفنية المنظمة في الجزائر في الوقت الذي تطرح فيه أسماء بديلة تمثل الأغنية الجزائرية وحتى العربية.. ما هو السبب؟ "يضحك".. ما رأيك لو أعدت طرح السؤال عليكم، باعتباركم إعلاميين مهمتكم البحث عن الحقيقة، ومع هذا أشاطرك الرأي في أن هناك نوعا من الإقصاء، لا أقولها من باب الشكوى أو التذمر إطلاقا، لأنني فنان لا توقفه العقبات، أنا أكثر الفنانين إنتاجا في الجزائر، شهرتي حققتها في سن ال25 عاما ولم تكن شهرة محلية بل عالمية، ووفقت في كسب محبة جماهير عريضة من تربويين ورياضيين، حماسهم كان منقطع النظير لما قدمته من أغاني وطنية هادفة.. هذا الإقصاء سببه مجموعة من "الدخلاء" و"المتطفلين" على الثقافة، لكن دعيني هنا استعير مثلا شعبيا يقول "العين لا يمكن أن تعلو على الحاجب". نقصد لماذا لا يطرح اسمك في مهرجاني "تيمقاد" و"جميلة" مثلا؟ لكم أن تسألوا القائمين على هذه التظاهرات، فقط الإعلام من يمكنه طرح هذا السؤال "أين أنا وأمثالي من مهرجانات بن تركي".. عليكم طرح هذه الأسئلة على المسؤولين والقائمين دون سؤالنا نحن الفنانين المغيبين، هذا دوركم، أنا لم أركض يوما خلف المال، وهذا لا يعني أني من الأثرياء ولكن الفن عندي ليس مصدر رزق فقط.. بل رسالة أؤديها لأني فنان أدرك قيمة مهنتي وأبحث عن الإضافة.. أنا فنان عالمي، غنيت باللغة الفرنسية وحصدت جوائز عن منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسف". هل تعتقد أنه لا يزال للأغنية الملتزمة مكان في سوق الأغنية الجزائرية بالنظر إلى ما يطرح اليوم من أغاني "خفيفة"؟ "يصمت قليلا ثم يجيب".. مجتمعنا لا يشبه أي مجتمع عربي أو أجنبي بتنوع أذواقه وطبوع أغانيه، لدينا تركيبة اجتماعية خاصة ومعقدة، "كل طير يلغى بلغاه"، لكني أصنف نفسي فنانا محافظا على القيم كما أن عمري اليوم لا يسمح لي بغناء كلمات أيا كان مضمونها، وحتى عندما كنت شابا لم أكن لأسمح لنفسي بالنزول بمستوى الأغنية الجزائرية إلى الحضيض كما يحدث اليوم وكل يطلب أغاني بناء على ذوقه والأذواق لا تناقش. أنا حققت جمهورا من المربين التربويين والرياضيين، الفن ليس رقصا وصخبا.. الفن رسالة. بما أنك تحدثت عن المنظومة التربوية وغنيت للمعلم؛ ما رأيك بالجدل الدائر حاليا حول مشروع مفترض لتدريس تلاميذ الابتدائي باللغة العامية؟ سأعطيك رأيي كفنان غنى للمعلم.. لو كنت أملك من القرار شيئا لطلبت من رئيس الجمهورية تنصيب وزير للتربية يتقن ثلاث لغات أو أكثر.. هناك دراسات أخيرة تقول إن المستقبل أصبح مرهونا بثلاث لغات هي العربية والإسبانية فضلا عن الإنجليزية.. لست ضد وزيرة التربية بن غبريط لكن التحكم في اللغات شرط أساسي وأعتقد أنكم فهمتم قصدي. هل لك أن تطلعنا على جديدك الفني؟ أنا أعمل باستمرار وأحضر مشاريعي إلى أن ألتقي رجالا أو نساء يعرفون قيمتي الفنية، أنا لا أتعامل مع صعاليك الثقافة والدخلاء، من جيبي الخاص قمت بإنتاج ألبوم هي شبه أوبرات سجلتها في بمناسبة تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية".. وكنت قد تقدمت بها إلى الوزيرة السابقة للثقافة نادية لعبيدي، وأنا أنتظر الرد بالموافقة من الوزير الجديد عز الدين ميهوبي.. هي عبارة عن استعراض فقط في الأخير.. وأكرر اطرحوا أنتم الإعلاميون هذا السؤال "ما دمنا فنانين في المستوى ما الذي يعيبنا حتى نقصى".