^ أكره تسجيل أعمالي وأفضل مواجهة الجمهور وجها لوجه حاورته/ حسناء شعير يتحدث الفنان عبد الله مناعي في هذا الحوار عن دور الإعلام الجزائري في تغييبه عن المشهد الفني والثقافي في الجزائر، ولقائه بالفنانة اللبنانية فيروز وواقع الأغنية الجزائرية التي انتشرت في المهجر أكثر من انتشارها داخل البلاد. يغيب اسمك عن الساحة الفنية الجزائرية ولا نكاد نسمع عن أخبارك إلا القليل.. ما السبب؟ هذا ليس صحيحا.. أنا لا أتوقف ساعة عن الغناء من خلال الحفلات والأعراس التي أحييها هنا وهناك ومن خلال الدعوات التي ألبيها للغناء داخل الوطن وخارجه، بالإضافة إلى مشاركتي في العديد من التظاهرات الفنية والثقافية كان آخرها دعوتي للمشاركة في حفل اختتام تظاهرة «تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية».. وعدم سماع أخباري ليس علامة كافية على غيابي.. أعتقد أن الإعلام الجزائري هو السبب في تغييبي، حيث أصبح لديه نفس اهتمامات القائمين على الشأن الثقافي. ماذا تقصد بهذا الكلام؟ بمعنى أن الفنانين من جيل الشباب يحظون بالرعاية والاهتمام أكثر منا نحن الفنانين الكبار.. أقول الكبار لأني أعتبر نفسي «مطرب دولة» ومرجعا من مراجع الفن في الجزائر. كما أني أصنف نفسي مع فناني الجزائر الكبار على غرار الحاج الغافور والحاج رابح درياسة وآخرين. وفي الواقع أرى أن هؤلاء الشباب لا يمثلون الوطن لأن أغانيهم مستهلكة وإن كانوا قد انتشروا في المهجر خاصة هؤلاء الذين يؤدون أغنية «الراي»، إلا أنهم في نظري ليسوا واجهة الجزائر ولا يمثلونها أحسن تمثيل. تميل كثيرا في أدائك لأغان من التراث التونسي وتقول إنك من كبار الأغنية الجزائرية.. ألا يستهويك التراث الوطني؟ يجب معرفة شيء هام، وهو أن التراث في جميع أنحاء العالم يأخذ شكلا واحدا ويتشابه إلى أبعد الحدود.. وبالنسبة لي قضيت فترة لا يستهان بها في تونس لكن هذا لا يبرر أدائي للتراث التونسي.. بالعكس.. فأنا أحب كل ما هو من «الفلكلور» العربي.. هل تعرفين أن أغاني السيدة فيروز كلها من «الفلكلور» وبفضله أصبحت فنانة عالمية. نعرف أنك التقيت بالفنانة فيروز.. كيف وجدتها؟ هي سيدة تستحق كل الاحترام والتقدير.. التقيتها أكثر من مرة وكان آخرها في العاصمة الفرنسية باريس.. وجدتها قليلة الكلام لكنها كثيرة التواضع. طيب.. كيف تنظر الآن إلى واقع الأغنية الجزائرية؟ إذا كنت تقصدين أغاني الزمن الجميل الذي تمثله أغاني الأندلسي والشعبي والحوزي والتراث.. فأقول إن الأغنية الجزائرية بألف خير وأتمنى أن تحظى بعناية أكثر من القائمين على الشأن الثقافي في الجزائر.. أما إن كان قصدك الأغاني الشبابية، فأعتقد أن الأغنية الجزائرية ليست على ما يرام. ماذا يفعل الفنان عبد الله مناعي حاليا؟ في كل مرة أقف فيها على المسرح أسمع جمهوري الجديد من الأغاني.. أنا فنان ارتجالي وعندما أقف وجها إلى وجه مع جمهوري؛ أجد نفسي أغني وأبدع وأعطي أفضل ما يمكن أن يؤديه أي مطرب على المسرح.. كما أنني أحرص على مراعاة جميع الأذواق.. وبين كل هذا أكره أن أسجل أعمالي.