لم يهضم زبائن بريد الجزائر بولاية سيدي بلعباس، مشكل نقص السيولة المالية الذي بات السمة البارزة لكل المكاتب البريدية بالولاية، حيث تشهد هذه الأخيرة طوابير لا متناهية للزبائن الذين يقضون أياما كاملة لاستخراج رواتبهم. لقد أصبح زبائن بريد الجزائر يتفاجأون بعد ساعات طويلة من الانتظار بعمال الشبابيك وهم يضربون لهم موعدا في اليوم الموالي بسبب نفاد السيولة المالية، الأمر الذي يولّد لديهم تذمرا واستياء شديدين، وتزداد حدة المشكل أيام التخليص الخاصة بالمتقاعدين الذين تمتلِئ المكاتب البريدية بهم، إذ يضطر كبار السن للمكوث طيلة اليوم في انتظار راتبهم أو العودة في اليوم الموالي لعدم وجود السيولة المالية الكافية. وتشهد المكاتب البريدية الكثير من حالات الإغماء التي تحدث للمرضى من كبار السن. وما يزيد الطينة بلة تعطل الموزعات الآلية المتواجدة عبر المكاتب البريدية أو انعدام السيولة بها في حال دخولها نطاق التشغيل، الأمر الذي دفع بالكثير من الزبائن إلى التوجه نحو الموزعات الآلية الخاصة بالبنوك على الرغم من توزيعها لمبلغ خمسة آلاف دينار فقط. ويتساءل زبائن بريد الجزائر عن الأسباب الكامنة وراء مشكل نقص السيولة الذي يتواصل منذ بداية شهر رمضان وإلى حد الساعة، محدثا حالة من الفوضى بالمكاتب البريدية واستياء لدى المواطنين الذين تتعطّل مصالحهم وأعمالهم خلال أيام التخليص.