وضع الأمين العام بالنيابة للأرندي النقاط على حروف الوضع السياسي والأمني والمالي والاقتصادي للبلاد، وكأنه يقدم إيجازا أسبوعيا نيابة عن الرئاسة والحكومة. أويحيى قال إنه يوجد رئيس واحد في الجزائر هو من يسير البلد، في رد مباشر على الكثير من الإيحاءات الصادرة عن المعارضة بشأن قدرة الرئيس على التسيير، حيث يستمد أويحيى قوة تصريحاته من المنصب الذي يتولاه في رئاسة الجمهورية ما يعطي لتصريحاته مصداقية أكبر، حيث يتيح له موقعه السياسي والوظيفي التحدث بأريحية وعلى اطلاع واسع على خلفيات الأحداث ومجرياتها، فهو يؤكد أن التعديلات الدستورية تشرف على نهايتها، وإن لم يعدد طريقة "إخراجها" سواء عن طريق البرلمان أو الاستفتاء الشعبي، ففد أكد أن الدستور الجديد سيكون جاهزا قبل نهاية العام. حقائق أويحيى وبصرف النظر عن الخلفيات أو القناعات التي تحكم خروج أويحيى لمخاطبة الرأي العام والصحافة الوطنية، امتدت إلى قضايا أمنية، فهو يعتبر بكل ثقة أن الأمن القومي غير مهدد، وذلك في رده على سؤال متعلق بتداعيات حل جهاز مكافحة الإرهاب. أويحيى الواثق دوما من تصريحاته، يؤكد مرة أخرى أن الأمن القومي غير مهدد وأن هذا الجهاز تم إنشاؤه في ظروف معينة عام 1989 وتم حله عام 2015، بعدما استعادة الجزائر عافيتها وأمنها، وأن الأمن القومي محمي من مختلف المؤسسات في الشرطة والدرك وغيرها، ورفض أويحيى الخوض في قضايا هي الآن بيد العدالة التي لها حق وسيادة الفصل. كما أوضح أن الرئيس بوتفليقة لا يقود حربا ضد أي طرف في إشارة إلى بعض التحاليل والأحاديث التي تؤكد وجود صراعات في أعلى هرم السلطة، وهو ما نفاه نفيا قاطعا. وبالمناسبة فإن أحمد أويحيى أوضح أن لا خلافات له مع الوزير الأول عبد المالك سلال. ومعلوم أن أويحيى غالبا ما يتفادى الدخول في صراعات من شأنها تعطيل أو إثارة الحياة السياسية في بلادنا. وفي الشأن السياسي دائما أكد أويحيى استحالة أن يؤسس مدني مزراق حزبا سياسيا موضحا أن نشاط مزراق لا يعدو أن يكون استعراضا إعلاميا. يقول أويحيى إنه لم يتراجع عن دعوته لتحالف رئاسي حول الرئيس وبرنامجه، وهي الدعوة التي رفضها أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني. من جهة أخرى لم يتردد أويحيى في دق ناقوس خطر الأزمة الاقتصادية والنفطية على البلاد، لكنه رفض التهويل الذي قال إن المعارضة تمارسه، حديث أويحيى البارحة وهو يرتدي قبعة الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي جاء من موقع العارف والمطلع على أدق التفاصيل وليس من باب مسؤول حزب تحالف مع الرئيس، وهو ما يمنح أويحيى درجة متقدمة من دائرة صناعة القرار ومحيط الرئيس الذي يرى فيه شخصية سياسية قادرة على مواجهة الخصوم.