استهجن رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني في حديث ل''البلاد'' على هامش زيارته مساء أول أمس لصالون الجزائر الدولي للكتاب في يومه الأخير، الأسعار الخيالية لمختلف الكتب والمراجع والموسوعات العلمية التي عرضتها مختلف أجنحة العارضين الجزائريين والأجانب، متسائلا كيف يتمكن طالب أو باحث جامعي من اقتناء كتاب تصل قيمته إلى حدود 3000 و4000 دينار جزائري، معتبرا أن هذا السعر يثقل كاهل حتى الطبقة الميسورة، وليس العادية فقط. وأكد محدثنا الذي كان مرفوقا بحرمه أين زار عددا من الأجنحة، أن سعر الكتاب يجب أن يراجع حتى يكون في متناول الجميع دون استثناء، مضيفا ''فوجئت فعلا بغلاء الأسعار رغم وجود إقبال جماهيري على المعرض وتوفر العديد من العناوين الجديدة مقارنة بالطبعات السابقة''. وفي السياق ذاته، استحسن زعيم ''حمس'' توافد جماهير غفيرة على الطبعة الخامسة عشرة، حيث كان الغالبية من الشباب، الأمر الذي ربطه بوجود صحوة جديدة لدى الشباب الجزائري الذي صار يعي جيدا أهمية القراءة والمطالعة، وذلك عكس ما يروج حول سطوة ثورة الاتصال ووسائل الإعلام الحديثة على غرار الفضائيات ومواقع الانترنت وتأثيرها على نسبة مقروئية الكتاب الذي يبقى حسبه، ''خير جليس'' رغم المنافسة الشديدة للوسائط التكنولوجية الحديثة. ويؤكد الشيخ أبو جرة أنه لمس خلال زيارته للمعرض إقبالا لافتا على الكتاب الديني بالدرجة الأولى ثم كتب التنمية البشرية التي أخذت مكانا لها وفرضت وجودها كعلم جديد فالمعاجم والموسوعات العلمية المختلفة، معتبرا أن توجه الشباب نحو الكتاب الديني يعكس صحوة جديدة لديه دون تأطير الدعاة أو العلماء، ورغبة منه في البحث عن مرجعيته وهويته التي سيجدها في العديد من الكتب الدينية المهمة إن تمت مراقبتها بشكل جيد. من ناحية أخرى، كشف محدثنا أنه بصدد التحضير لكتاب جديد يتناول من خلاله سير بعض العلماء الذين كان لهم أثر في الحركة الفكرية العالمية والجزائرية على غرار العلامة الراحل ابن خلدون الذي سيقوم بتقديم جديد لمقدمته الشهيرة وفق تصورات حديثة كونها لا تزال صالحة إلى غاية الآن، على حد تعبيره.؟ الشباب الجزائري صار يبحث عن مرجعيته بعيدا عن الدعاة والعلماء