تتجهُ الحكومة القطرية نحو إجراء سلسلة تغييرات على شبكة قنوات "الجزيرة" بكل فروعها، حيث تتحدث تقارير وتسريبات عن نية الأمير تميم بن حمد تعديل الخط السياسي والتحريري للقناة المثيرة للجدل، و«كف لسانها" عما وصف ب«التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية". وقد استدعى مؤخرا أمير قطر تميم بن حمد كلا من حمد بن ثامر رئيس مجلس إدارة شبكة "الجزيرة" ومدير القناة الأردني ياسر أبو هلالة إلى الديوان الأميري، وأبلغهما قراره ضرورة تخفيض النفقات إلى الحدود الدنيا وأن القناة أدت دورها فى خدمة البلاد. وأشارت المصادر، وفق تقارير إعلامية أكدتها مصادر خاصة من داخل القناة للبلاد، إلى أن توجيها صارما أبلغ إلى مديري الأقسام من قبل مدير القناة العربية ياسر أبو هلالة يقضي بإعادة توجيه الخط التحريري فى غرفة الأخبار والبرامج والابتعاد عن المساس بالشؤون الداخلية لأي دولة عربية، يستثنى من ذلك مصر، حيث تتابع كل تفاصيل المشهد المصري. وقد قامت القناة بالفعل بفصل مجموعة من أفضل صحفييها المصريين مؤخرا. وتقول مصادر قطرية إن سلسلة اجتماعات مكثفة عقدت فى اليومين الماضيين تقرر خلالها إغلاق "الجزيرة أمريكا"، والتي تكلفت أكثر من مليار دولار، نصفها لشراء قناة current TV من "آل جور"، وهو نائب كلينتون، والنصف الآخر للتأسيس وإنشاء مكاتب وتوظيف على عجل برواتب مرتفعة جدا. وتشمل القرارات التي اتخذت أيضا نهاية الأسبوع، إغلاق "الجزيرة الوثائقية" بعد عشر سنوات على تأسيسها؛ وتسريح العاملين فيها، وإغلاق قسم الحريات الذي ترأسه سامي الحاج وتعويض موظفيه السبعة، بالإضافة إلى الاستغناء عن 50٪ من العاملين فى "الجزيرة مباشر". وتقرر أيضا إقالة 32 موظفا من إدارة الشؤون المالية غالبيتهم من الأردنيين، وطلب أبو هلالة من رؤساء الأقسام فى القناة العربية تقديم 225 اسما لإنهاء خدماتهم فورا. أما "الجزيرة التركية" فقد أقر البدء في عملية إنهاء الخدمة تطوعا. ويستبعد هنا أن تكون هذه القرارات ل«أسباب مالية" مثلما يروج له في الإعلام ذلك أن الجزيرة مؤخرا. وحسب مصادر "البلاد" دائما قامت بتشييد مقر جديد للقناة كلف، حسب متابعين، الملايير بالإضافة إلى فتح مجال التوظيف. من ناحية أخرى، ينتظر صحفيو غرفة الأخبار اجتماعات ياسر أبو هلالة مع كل من الجزائري صافي ميلود وعاصف حميدي وهو منتج إذاعي فلسطيني سابق انتقل حسب الدفع في عدة محطات عربية حتى وصل إلى الجزيرة. وتلك الاجتماعات هي التي ستحسم أسماء المفصولين من الصحفيين. وتسرب للعاملين في قناة "الجزيرة" توجيهات عليا تقضي بعدم المساس بأي موظف قطري واستبدال بعض المديرين فى غرفة الأخبار بآخرين محليين، وذلك فى أقسام التخطيط والمكاتب الخارجية والمقابلات.