كشفت وثيقة دبلوماسية أن وكالة المخابرات الأمريكية ''سي أي أيه'' أخطرت سلطات غينيا بيساو بعقد مافيا المخدرات من كولومبيا لاجتماع قمة على أراضيها نهاية شهر أكتوبر شارك فيه أحد أمراء تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، الناشط بمنطقة الساحل الصحراوي ويتعلق الأمر بالمدعو عبد الكريم الطارقي. ونشرت صحيفة ''فرانس سوار'' الفرنسية مقالا حول الموضوع أمس قالت فيه إن اجتماعا لكارتيلات المخدرات من كولومبيا عقد في إفريقيا بهدف ''تحديد مسالك جديدة لتهريب المخدرات من خليج غينيا إلى أوروبا عبر منطقة الساحل الإفريقي وتعيين المسؤول الجديد المكلف بعملية التهريب''. وأفادت الصحفية بأن مشاركة عبد الكريم الطارقي، وهو إمام يحمل الجنسية المالية، ينتمي إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي المشتبه في تورطه بمقتل الرهينة الفرنسي ميشال جيرمانو، يؤكد المصالح المشتركة بين التنظيمات الإرهابية وتجار المخدرات على اعتبار أن منطقة الساحل المعروفة بشاسعة مساحتها الرابطة بين موريتانيا ومالي والجزائر والنيجر الصعبة المراقبة هي بمثابة منطقة عبور لأطنان المخدرات نحو دول أوروبا. وانعقد الاجتماع في جزيرة بأرخبيل بيجاغوس بعد ''سلسلة التوقيفات قد طالت شبكات التوزيع التابعة لها على مدى الأسابيع الماضية. وحسب المصدر ذاته فإن الاتفاق بين الجماعات الإرهابية ومافيا المخدرات يتم بضمان نسبة 100 بالمائة من السلعة أي المخدرات لصالح القاعدة مقابل حماية هذه الأخيرة للمهربين من العبور بمنطقة الساحل، حسب ما صرح به أحد المتاجرين بالمخدرات للأجهزة الأمنية الفرنسية. ونقلت الصحيفة عن ضابط خبير في الشأن الإفريقي قوله إنه يتوقع نهج ''أساليب جديدة'' في تهريب المخدرات، وإن اجتماع الكولومبيين وتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي لم يكن عبثا''. وشددت الصحيفة على أنه حصل طارئ عجل بتنظيم هذا الاجتماع، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بتفكيك الشرطة المغربية عصابة تابعة لهذه الشبكة الشهر الماضي، تم توقيفها بعد تهريبها ما لا يقل عن 600 كلغ من الكوكايين نحو أوروبا عبر مالي والمغرب والجزائر. وقالت الخبيرة في وكالة تيروريسك، آن جيوديسلي، إن المخدرات أصبحت التجارة الحقيقة في مالي والوسيلة الأساسية لتمويل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وميزانية التجنيد تمول بالمخدرات في حين يتم تمويل العمليات الإرهابية بأموال الفدية. وقال من جهته مدير الديوان الأممي لمكافحة المخدرات والجريمة، أنطونيو كوستا، إن في منطقة الساحل يمكن للإرهابيين تمويل عملياتهم وشراء أجهزة بأموال المخدرات، وما يؤكد ذلك حسبه الأسئلة التي يوجهها المتعاطفون عن طريق المنتديات الجهادية على عناصر تنظيم القاعدة حول شرعية الأموال التي يتم الحصول عليها من تجارة المخدرات في تمويل العمليات الإرهابية.