أفادت الاستخبارات البرازيلية بعد تحريات أجرتها الشرطة الفدرالية أن اعترافات المشتبه بهم في الاتجار بالمخدرات كشفت محاولة تهريب نصف طن من الكوكايين من أمريكا اللاتينية إلى مالي معقل التنظيمات الإرهابية في الساحل ومن تم بيعها في أوروبا. وهذا بعدما قد تأكد فعليا من ارتباط تنظيم ما يسمى بقاعدة المغرب بتجارة المخدرات وخاصة الكوكايين، وذلك من خلال حمايتها لقوافله التي تمر عبر المغرب في اتجاه إسبانيا وباقي الدول الأوربية. نشرت الصحيفة البرازيلية ''دي ساو باولو'' تقريرا مفصلا مقدما من قبل الشرطة الاتحادية البرازيلية التي أجرت بحوثا معمقة في هذا الموضوع من أجل تحديد العلاقات في تجارة المخدرات البرازيلية، والتي يشتبه أن تكون موجهة لتمويل الإرهاب. ووفقا لنفس المصدر فإن متشددين من التنظيم الإرهابي قدموا إلى البرازيل بجوازات سفر مزورة وبعد استنطاقهم أكدوا أنهم كانوا في مهمة من أجل تقييم المساعدة المقدمة من المهربين البرازيليين لنقل نصف طن، أي ما بعادل 5 قناطير من الكوكايين من كولومبيا إلى مالي في غرب إفريقيا ، من أجل بيعها في أوروبا. وأفادت نفس المراجع أن هذه الشحنة من المخدرات يتم نقلها عبر الصحراء إلى المغرب لدخول أوروبا عبر اسبانيا. في هذه الأثناء كان بعض عناصر القاعدة على استعداد للحصول على نصف طن من الكوكايين لصالح التنظيم الإرهابي ، وهو ما يعادل المبلغ المالي الذي ستجنيه مقابل 1 مليون دولار. وتعود تفاصيل القضية عندما وجهت السلطات القضائية لولاية نيويوك والإدارة الأمريكية لمكافحة المخدرات، بشكل رسمي تهمة الاتجار في المخدرات لصالح الإرهاب إلى ثلاثة أفارقة، سبق لهم أن كشفوا لأحد المخبرين السريين الأمريكيين ضلوعهم مع قاعدة المغرب في تجارة المخدرات. وجاء في محضر الاتهام أن عمر عيسى وهارون توري وإدريس عبد الرحمان اعتقلوا في غانا وتم نقلهم إلى نيويورك. وتقول السلطات الأمريكية، حسب ما ذكرت صحيفتا ''لوس أنجلس تايمز'' و''نيويورك تايمز''، إن هؤلاء الثلاثة ليسوا أعضاء في القاعدة ولكنهم يتعاملون معها لتسهيل نقل الكوكايين القادم من كولومبيا بالذات. وقالت السلطات الأمريكية إن المخبر الأمريكي قدم نفسه ل''عمر عيسي'' بغانا في سبتمبر الماضي على أنه متطرف لبناني مناهض للغرب ويعمل لصالح منظمة ''القوات المسلحة الثورية لكولومبيا'' (فارك) ذات التوجه اليساري، والتي تحارب السلطات الكولومبية منذ ما يزيد عن 45 سنة. وانخرط الرجلان في نقاش حول صفقة لنقل الكوكايين من غانا إلى إسبانيا عبر شمال إفريقيا، بحماية من تنظيم القاعدة، مقابل 4200 دولار(حوالي 3.5 ملايين سنتيم) للكيلوغرام الواحد. وفي شهر أكتوبر نجح المخبر في لقاء المتهم الثاني هارون توري الذي تقول السلطات الأمريكية إنه يتزعم شبكة إجرامية لها ارتباطات وثيقة بالقاعدة في المنطقة. وحسب محضر الاتهام دائما، قال توري إن شبكته تستخدم سيارات من طراز ''لاندروفر'' لنقل الشحنات عبر الصحراء إلى المغرب، وتحدث عن ''طريقين مختلفين: يمر الأول عبر الجزائر وليبيا فيما يمر الثاني عبر الجزائر والمغرب. وكشف توري، خلال لقاءاته مع المخبر الأمريكي، أن التعاون مع القاعدة بدأ ''بنقل طن أو طنين من الحشيش المغربي إلى تونس ثم تطور الأمر إلى التعاون في تجارة البشر نحو إسبانيا''.