علواش: الموت والمرض فقط من يمنعاني من الإخراج ويقفان في طريقي لن أنظف شوارع الجزائر من الأوساخ حتى أصور أفلامي! رفض المخرج مرزاق علواش التعليق على مشاركته الأخيرة في مهرجان حيفا السينمائي في إسرائيل بفيلمه الجديد "مادام كوراج" والتي أثارت الكثير من الجدل إلى درجة وصفت بالتطبيع. وقال في الندوة التي نظمت مباشرة عقب عرض فيلمه موضوع الجدل والنقاش والذي يدخل ضمن المنافسة الرسمية للدورة الأولى من مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي؛ إنه يفضل عدم الخوض في هذا الموضوع الذي يعتبر الحديث فيه منتهيا واكتفى بقوله "فقط المرض أو الموت من يوقفان إبداعي ويقفان في طريقي". غير أن علواش وجد نفسه محرجا من إصرار أحد الصحفيين الفلسطينيين المتواجدين بعنابة لتغطية المهرجان، والذي طلب منه توضيحا حول هذه المشاركة التي اعتبرها الكثيرون نوعا من التطبيع مع الكيان الصهيوني؛ فرد عليه قائلا "مشاركتي في مهرجان حيفا كانت دعما للسينما في فلسطين وأنا قلت كل شيئ في آخر حوار لي". وأبدى صاحب "عمر قتلاتو" ارتياحا كبيرا من رد فعل جمهور مسرح "عز الدين مجوبي" عقب عرض فيلم "مادام كوراج" واعتبر هذا نجاحا ونتيجة إيجابية وفق في الوصول إليها من وراء هذا العمل السينمائي قائلا "صناعة فيلم لا تعني مقالات صحفية تكتب عنه ولكن نتيجة يرضى عنها الجمهور كما حدث اليوم". وبدا علواش خلال الندوة واثقا جدا من فيلمه ومن حسن اختيار موضوعه باعتباره صاحب السيناريو، معتبرا إياه نظرة واقعية على ظواهر حقيقية غير منفصلة عن حياة الجزائريين بما فيها انزلاق الشباب إلى تعاطي المخدرات والعنف والسرقة وأمور أخرى قال إنه لم يخترعها بل استوحاها من بيئة حقيقية، يطغى عليها الفقر والأوساخ، مضيفا "سألني وزير سابق في الثقافة هنا في الجزائر قائلا لماذا تصور الأوساخ في أفلامك فأجبته لن أنظف شوارع الجزائر حتى أصور أفلامي.. لست رجل سياسة أنا مخرج وسيناريست واليوم صناعة أي فيلم لا تتطلب المليارات ولا الكثير من الإمكانيات والتقنيات فكل أفلامي الأخيرة أنجزتها بميزانيات ضئيلة". ويحكي فيلم "مادام كوراج" الذي استغرق عرضه 90 دقيقة، قصة مراهق جزائري يدعى "عمر" يعيش رفقة والدته وشقيقته بالعشوائيات في مستغانم، تعود على السرقة لشراء حبوب الهلوسة التي تعرف باسم"مادام كوراج"، وكانت إحدى ضحاياه "سلمى" فتاة من جيله تدرس بالثانوية قام بسرقتها ولكنه، اختار أن يرد إليها العقد الذي سرقه لأنه وقع في حبها، وبين الرغبة في تعاطي المخدرات لنسيان واقعه المؤلم ورغبته في الفتاة التي كانت بالنسبة إليه حلما. ويواجه "عمر" حياة الضياع والانتقام، في فيلم اختار له المخرج نهاية مفتوحة وأبطالا شبابا هواة لم يشاركوا يوما في أفلام سينمائية ولكنهم حسب المخرج وفقوا إلى حد بعيد في ترجمة ما كان يريد علواش قوله. ويشارك في الفيلم نخبة من الممثلين الجزائريين الشباب وهم حسب الظهور عدلان جميل، لمياء بزواوي، ليلى تليمتالي وآخرون. ويعتبر "مدام كوراج" الفيلم الطويل العاشر في مسيرة المخرج مرزاق علواش التي انطلقت عام 1976 بأول فيلم روائي طويل بعنوان "عمر ڤتلاتو".