جبهة العدالة و التنمية: نخشى أن يتحوّل المهرجان إلى راع للخلاعة نظمت مساء أمس، عائلات مدعومة بعدد من الفنانين حركة احتجاجية أمام مدخل المسرح الجهوي، عز الدين مجوبي، تنديدا بطغيان "مشاهد إباحية خليعة" تضمنتها العروض المشاركة في مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي. وطالب محتجون بوقف "الفعاليات والاعتذار للجمهور ومحاسبة المسؤولين"، فيما أدانت جبهة العدالة والتنمية ما أسمته "التطاول السافر على خصوصية وحرمة الأسرة الجزائرية من خلال مهرجان ظاهره ثقافي وباطنه إباحي". وخلّف الاحتجاج على تمادي بعض الأفلام في التركيز على "مشاهد الخلاعة" ردود فعل متباينة وسط المشاركين والمخرجين الذين دافع بعضهم عن "حريّة الإبداع". وأثارت المقاطع الجنسية والإباحية والألفاظ النابية المتكرّرة في أفلام "أتمنى أن تحبي بجون" للمخرجة الفرنسية أوني ليموت و"واي نون" الذي أخرجه مجموعة من السينمائيين اللبنانيين و"الطريق للمخرجة اللبنانية رنا سالم" وحتى الفيلم الجزائري المثير للجدل "مدام كوراج" للمخرج مرزاق علواش، موجة سخط في صفوف الجمهور حيث اختار البعض الخروج مباشرة ومقاطعة العروض بمسرح عنابة، فيما نظم آخرون حركة احتجاجية سرعان ما احتوتها المصالح الأمنية وكادت تتحوّل إلى مسيرة لو لا تدخّل عقلاء وتعهّدوا بنقل انشغالاتهم للسلطات المعنية. ولاقت الحركة الاحتجاجية لبعض العائلات موجة تضامن من طرف مشاركين، حيث أكّدت الكاتبة الروائية لميس مسعي التي تشتغل على كتابة سيناريو لفيلم سينمائي حول الهجرة غير الشرعية؛ أنّ "الجهة المشرفة على انتقاء الأفلام المُرشحة للعرض ضمن فعاليات مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي هي من تتحمّل المسؤولية لأنه لا يعقل أن تسمح بعروض مثقّلة بالإباحية بما يتنافى مع خصوصيات العائلات الجزائرية". فيلم "مدام كوراج" لمرزاق علواش تضمن عبارات خادشة جدا للحياء.. صورة: "البلاد" وتابعت "من الناحية الفنية وخاصة بالنسبة للأفلام الأجنبية تعد بعض اللقطات العابرة شيئ عادي لكن لماذا تعمّدت اللجنة تمرير أفلام مليئة بالمقاطع الساخنة للجنس". ومن جهتها؛ أدانت جبهة العدالة والتنمية "السماح لأفلام بالمشاركة في المهرجان المتوسطي رغم تضمنها مشاهد إباحية خليعة متعارضة مع قيم وثوابت الشعب الجزائري وهويته الإسلامية، ومُخلة بالذوق العام"، معتبرة ذلك بمثابة "انتهاك حرمة الأسر الجزائرية، وتعٍد على حقوق المشاركين والحضور والجمهور الناشئ، وخرق سافر لدستور البلاد وقوانينها وتعدّي على قيم وصورة وسيادة الجزائر". ودعا "الحزب الإسلامي" في بيان "كل الجهات المعنية للتدخل من أجل محاسبة المسؤولين عن هذا السلوك الممعن في الإساءة وفي استفزاز النظام والأخلاق العامة"، بالإضافة إلى هذا التطاول السافر على خصوصية وحرمة الأسرة الجزائرية وهويتها الحضارية". وقالت جبهة العدالة والتنمية إن "هذه الأشكال المبتذلة لا تمت إلى الفن ورسالته النبيلة بصلة، وأنه لا يليق عرضها في مهرجان ثقافي ترعاه الحكومة يفترض أن لا تتعارض عروضه مع الثوابت الجامعة التي تستند إليها الأمة في حياتها العامة ووفق مقتضيات القوانين ذات الصلة بمجال اشتغالها والتي ليس من مقتضياتها الإساءة إلى الأخلاق والآداب العامة". ورغم موجة التنديد إلا أن بعض المخرجين على غرار الفرنسية أوني ليموت و اللبنانية رنا سالم أكدوا أن" بعض اللقطات فعلا مخلّة بالحياء لكنّها لا تعبّر المحتوى كما أنها مشاهد مقتضبة وليست هدفا في حدّ ذاته وإنما تعبير عن ظواهر موجودة في المجتمع وهذه هي رسالة الفن وحرية الإبداع"، فيما قال علواش إنه "تعمد إدراج مقاطع لألفاظ نابية حتى تعكس الواقع الاجتماعي الحقيقي الموجود في بعض المدن الجزائرية".