ناقشت أمس، المحكمة الجنائية لمجلس قضاء الجزائر، ملف راق من باب الوادي بالعاصمة، المتهم رفقة ممرض بمستشفى القطار في إتلاف أنسجة مخ سيدة خمسينية تقبع بالعناية المركزة منذ أزيد من 3 سنوات وإصابتها بشلل أطرافها اليمنى العلوية والسفلى جراء حقنها بمصل يحوي دواء "كلاموكزيلير" في إطار "الرقية"، ليلتمس النائب العام توقيع عقوبة 12 سنة و100 ألف دج في حق المتهمين مع منعهما من ممارسة نشاطهما ونشر قرار الإدانة حتى يكون عبرة لمن يعتبر. وتعود وقائع هذه القضية إلى غضون عام 2011، حين تعرضت السيدة الضحية لأزمة نفسية حادة آلت لتدهور حالتها الصحية، أمام عجز الأطباء عن علاجها، فلم يكن أمام سوى اللجوء إلى أحد الرقاة المعروفين بباب الوادي، بعد إلحاح من جيرانها ومقربيها، لتتنقل إليه بمعية شقيقتها ووالدهما يوم 18 جويلية 2012، ولدى معاينتها من قبل الراقي (ح.ع) شخص حالتها ب"المس الجني"، ما استلزم منه حقنها بمحلول مصل مرقي ممزوج بزيت الحبة السوداء، بعدما حاز على المصل من ممرض بمستشفى القطار، فبدأت تصرخ ووقعت أرضا مغشيا عليها فسارع الممرض (ب.م) لحقنها بمضاد حيوي "سونيمدول" لمساعدتها على التنفس استعادة وعيها، غير أن ذلك انعكس سلبا عل حالة الضحية التي أغمي عليها على الفور وغابت عن الوعي مدة فاقت العشرين دقيقة، وأخطر من ذلك، أصيبت بشلل نصفي طال أطرافها اليمنى العلوية والسفلى، وساءت حالتها ما استدعى نقلها على جناح السرعة نحو مستشفى مايو باب الوادي، حيث أدخلت العناية المركزة وظلت بها إلى يومنا هذا. فيما جرت متابعة الراقي والممرض جنائيا، بدعوى التسبب للغير بمرض وعجز عن العمل وذلك بإعطاء وبأية طريقة كانت ودون قصد إحداث الوفاة، مواد ضارة بالصحة نتج عنها عاهة مستديمة، وجنحة ممارسة مهنة الطب دون ترخيص وجناية المشاركة في ذلك. وخلال جلسة المحاكمة، تبين أن الراقي لا يحوز على مؤهل علمي يمكنه من ممارسة الرقية الشرعية، وهو ذو مستوى السادسة ابتدائي، حفظ القرآن في مدرسة دينية لمدة سنتين دون الحصول على شهادة، فضلا عن أن مهنته الأصلية هي التجارة، حيث يحوز على سبعة محلات تجارية يتنوع نشاطها بين الخياطة، الترصيص، بيع الأعشاب والزيوت الطبيعية، هذه الأخيرة اكتسبها بعد عمله مدة 11 سنة بمصنع مختص في هذا المجال يقع بالسيدة الإفريقية، ليؤكد أنه فعلا يزاول الرقية الشرعية الجماعية بمنزله الكائن بحي رشيد كواش منذ 21 عاما، وهو يستعين بتقنيات لطرد الرقية الشرعية من بينها المصل الذي يتولى شراءه الزبائن، مؤكدا أنه لم يصادفه أي مشكل من قبل. وبخصوص الضحية (ب.و) التي ترقد بغرفة الإنعاش، فقد أكد أنها قصدته للرقية ورفض لأنها كانت مرهقة للغاية عقب عودتها من البقاع المقدسة. من جانبه، صرح الممرض أنه يزاول مهامه في مستشفى القطار كممرض رئيسي منذ 29 سنة، وقد تعرف على الراقي المتهم قبل نحو 5 سنوات، بعدما قصده لرقية زوجته لأجل الإنجاب.