تعرّضت لشلل وتلف في أنسجة المخّ بعد حقنها بمصل (غريب) راق وممرّض يتسبّبان في غيبوبة سيّدة منذ 3 سنوات * النيابة تلتمس ضدهما عقوبة 12 سنة و100 ألف دينار غرامة فتحت أمس محكمة الجنايات ملف راق بباب الوادي يدعى (ح. عبد الكريم) متابع رفقة ممرض بمستشفى القطار يدعى (ب. مصطفى) في قضية خطيرة راحت ضحيتها سيدة في الخمسينات من العمر بعدما تسببا خلال جلسة للرقية بإدخالها في غيبوبة منذ أزيد من 03 سنوات بعدما قام بحقنها بمصل يحوي داوء (كلاموكزيلير) الذي تسبّب في إتلاف أنسجة المخّ وإصابتها بشلل في أطرافها السفلية والعلوية وهو ما جعلهما مهدّدين بعقوبة 12 سنة سجنا نافذا و100 ألف دج غرامة مالية مع منعهما من ممارسة نشاطهما ونشر حكم الإدانة. محاكمة المتّهمين اللذين وجّهت لهما جناية التسبّب للغير في مرض وعجز عن العمل الشخصي بإعطاء وبأية طريقة كانت ودون قصد إحداث الوفاة مواد ضارّة بالصحة نتجت عنها عاهة مستديمة وجنحة ممارسة مهنة الطبّ دون ترخيص وجناية المشاركة في ذلك كشفت أن الراقي لا يحوز على مؤهّل علمي يمكّنه من ممارسة الرقية الشرعية فهو ذا مستوى السادسة ابتدائي حفظ القرآن في مدرسة دينية لمدة سنتين دون الحصول على شهادة فضلا عن أن مهنته الأصلية التجارة حيث يحوز على سبعة محلات تجارية يتنوّع نشاطها بين الخياطة الترصيص وبيع الأعشاب والزيوت الطبيعية هذه الأخيرة اكتسبها بعد عمله مدة 11 سنة بمصنع مختص في هذا المجال يقع بالسيدة الإفريقية. واعترف الراقي خلال جلسة المحاكمة بأنه يزاول نشاط الرقية الشرعية الجماعية في منزله الواقع بحي (رشيد كواش) بباب الوادي منذ 21 سنة مستخدما تقنية طرد السِّحر والجنّ بواسطة المصل يقوم الزبائن بشرائه من عند الصيدليات ولم يصادف أن تسبّب في أذية أحد من زبائنه مضيفا أنه يعرف الضحية (ب. وردية) التي ما تزال في غرفة الإنعاش بمستشفى (مايو) حيث كانت تتردّد على منزله رفقة شقيقتها منذ قرابة 04 سنوات بحثا عن العلاج من الاكتئاب والإرهاق وفي يوم الواقعة المصادف لتاريخ 18 جويلية 2012 قصدته رفقة شقيقتها فرفض رقيتها كونها كانت عائدة حديثة من البقاع المقدّسة وكانت علامات الإرهاق والتعب بادية عليها لكنها أصرّت فمنح لها قارورتين من زيت الحبة السوداء قامت بتناولها ثم توجّهت إلى الغرفة المخصّصة لرقية النّساء وهناك قام الممرّض كما جرت العادة بحقنها بمصل غير أنها بدأت تصرخ ووقعت أرضا مغشيا عليها فسارع الممرّض إلى حقنها بمضاد حيوي (سونيمدول) لمساعدتها على التنفّس واستعادة وعيها قبل أن يتمّ نقلها من طرف شقيقها إلى المستشفى. من جهته الممرّض (ب. مصطفى) صرّح بأنه يزاول مهامه في مستشفى القطار كممرّض رئيسي منذ 29 سنة وقد تعرّف على الراقي منذ حوالي 5 سنوات عندما توجه رفقة زوجته إليه للرقية الشرعية بسبب معاناة زوجته من العقم وفعلا تمّ علاجها وعندئذ اتّصل به الراقي وعرض عليه فكرة مساعدته لغرض حقن المرضى بالسيروم مقابل مبالغ مالية ويقوم بالاتّصال به في حال وجود مريض وهو ما حصل يوم الوقائع حيث طلب منه الراقي الحضور وفي طريقه إليه القيام بشراء قارورتين من المصل المالح وأنبوبين خاصين به وعند وصوله توجه رفقة الشقيقتين إلى غرفة خاصّة أين وضع لهما المصل لكون الراقي يرقي لها بالسيروم والحقنة وبعد 3 دقائق نهضت وخرجت مسرعة أين وضع لها حقنة تحوي على منشط للشخص الذي يعاني من ضيق التنفّس مشيرا إلى أن الضحية متعوّدة على استعمال الحقن التي يرقيها المتّهم (ح. عبد الكريم). وقد تمّ تحريك الشكوى ضد المتهمين بعدما تلقّت مصالح الأمن بتاريخ 19 جويلية 2012 بلاغا من مستشفى (مايو) مفاده دخول سيّدة في غيبوبة وعليه تنقّلت إلى عين المكان أين تمّ سماع شقيقة الضحية المدعوة (ب. خليدة) التي صرّحت بأنها رافقت شقيقتها عند الراقي وكانت في صحّة جيّدة حيث منحها قارورتين من زيت الحبة السوداء قامت بتناولها ثمّ توجّهت إلى غرفة الرقية وهناك قام الممرّض بحقنها بالمصل لتبدأ بعدها بالصراخ طالبة منها مساعدتها في نزع المصل لأنها لا تحتمله ثم سقطت بعدها على الأرض مغشيا عليها وبدأ يخرج من فمها الزبد ليسرع الممرّض ويحقنها مجدّدا غير أن قلبها توقف عن النبض ودخلت بعدها غرفة العناية المركّزة ولم تسترجع وعيها. وتوصّلت التحرّيات إلى أن الضحية حقنت بدواء (كلاموكزيلير) الذي لديه أضرار جانبية على مرضى الربو وهو ما كانت تعاني منه الضحية كما تم حقنها بمادة (كوليكوييد) وخلال تواجدها في غرفة الإنعاش توقّف قلبها عن الخفقان لمدة 40 دقيقة ثمّ عادت إلى الحياة وأن وضعها الحالي مستقرّ حيث تتنفّس طبيعيا بعدما كانت تستعين في وقت سابق بأجهزة التنفّس.