المعارضة تشن هجوما معاكسا لوقف تقدم النظام بريف اللاذقية كشفت الاتفاقية السرية الموقعة بينه وبين روسيا عن تنازلات بالجملة، وذلك رغم تمسك النظام السوري الدائم بما يصفه برفض التدخل الأجنبي في البلاد. وبموجب الاتفاقية فإن أمد بقاء القوات الروسية مفتوح، كما أنها تتولى إدارة شؤونها دون تدخل من النظام، ولا يمكن اعتقال أفرادها أو استجوابهم. وكشفت اتفاقية سرية موقعة بين موسكو والنظام السوري أن بإمكان روسيا البقاء في سوريا إلى أجل غير مسمى. وبحسب الاتفاقية تستطيع القوات الروسية إدارة شؤونها بدون تدخل النظام، كما أنها تتمتع بحقوق كبيرة، أبرزها عدم اعتقال القوات الروسية واستجوابهم. ورغم إعلان روسيا أن تدخلها في الأزمة السورية كان بطلب من نظام الأسد الذي شعر بعد أكثر من 4 أعوام بالإنهاك وباحتمال خسارته أمام فصائل المعارضة، فإن مفاجأة كبرى فجرتها موسكو بالإعلان عن اتفاق مع نظام الأسد يقضي بالتدخل الروسي العسكري لأجل غير مسمى. ووفقا لمصادر روسية، فإن القوات الروسية ستتمتع بحرية الحركة وإدارة شؤونها بدون تدخل من مسؤولي نظام الأسد، فضلاً عن أن مقاتلي النظام لا يحق لهم دخول أماكن انتشار المجموعات الروسية بدون موافقة من الروس أنفسهم. وبالإضافة إلى بند بقاء القوات الروسية إلى أجل غير محدد، تتمتع القوات الروسية، بحسب الاتفاقية، بحصانات تمنع اعتقال أفرادها أو استجوابهم أو محاكمتهم، وأيضاً يتيح الاتفاق للقوات الروسية بعديدها وعتادها التحرك إلى داخل الأراضي السورية، ومنها بدون أي تدخل من أجهزة النظام. وعلقت "واشنطن بوست" على الاتفاق السري بين دمشقوموسكو بقولها عندما تكون الدولة النووية ومن القوى الكبرى وتريد نشر قواتها في بلد بعيد جغرافياً، فإن أول ما ستفعله هذه الدولة هي فرض شروطها. ونشير إلى أن الاتفاق المكون من سبع صفحات تم التوقيع والاتفاق عليه في 26 أوت الماضي. ونذكر بأن زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى موسكو في أكتوبر الماضي هي لتأكيد التزامه بالاتفاق الذي يرى المراقبون أنه أنقذه من الانهيار التام. من ناحية أخرى، بدأت عدة فصائل من المعارضة السورية المسلحة، صباح اليوم، عملية عسكرية واسعة بريف اللاذقية الشمالي، وتهدف على ما يبدو لوقف تقدم النظام في مناطق جبل التركمان، إذ إن الأخير وصل في الأيام القليلة الماضية لمناطق، استعصت عليه منذ أكثر من ثلاث سنوات. وقال الصحافي السوري، سليم العمر إن "عدة فصائل عسكرية بدأت معركة كبيرة في جبل التركمان، وتمكنت فعلاً من استعادة السيطرة على بعض النقاط التي تقدمت إليها قوات النظام في الفترة الأخيرة". وأضاف العمر، أن "الأطراف المشاركة هي فصائل ريف اللاذقية، كما أن فصائل أخرى من إدلب وحماة أرسلت تعزيزات كبيرة بغرض وقف تقدم النظام" في جبهة الساحل، التي فتحها النظام بداية أكتوبر الماضي، بعد أقل من أسبوع على بدء الغارات الروسية على مواقع المعارضة السورية.