لم يعد التدخل العسكري الروسي في الأزمة السورية سرا يتم التكتم بشأنه، رغم نفي موسكو مرارا بأنها أرسلت قوات عسكرية إلى سوريا للقتال وأن دعمها العسكري لدمشق لا يتجاوز الجوانب التقنية والفنية، غير أنها هذه المرة أصبحت أكثر صراحة ووضوحا عندما أعلن الكريملن استعداده لدراسة "التدخل العسكري في سوريا ضد الإرهاب في حال تلقى طلباً من الحكومة السورية"، جاء ذلك بعد يوم واحد فقط من تصريح وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن "إمكانية طلب تواجد قوات روسية على أرض بلاده إذا دعت الضرورة إلى ذلك". وليست هناك ضرورة أكثر من هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها النظام السوري، حيث خسر آخر مواقعه في محافظة إدلب في الشمال بسقوط مطارها العسكري وفصائل المعارضة المسلحة تتقدم في ريف اللاذقية وتقترب من مركز المدينة المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وهذا الأمر يشكل تهديدا استراتيجيا ليس للنظام السوري فقط، بل لروسيا نفسها، فإذا كانت محافظة اللاذقية تمثل الحاضنة الشعبية لنظام بشار الأسد خاصة أن غالبية سكانها من الطائفة العلوية، فإن سقوط اللاذقية في يد الجماعات المسلحة يعني بالنسبة لموسكو اقترابها من ميناء طرطوس الذي يمثل القاعدة البحرية الوحيدة للأسطول الروسي في البحر الأبيض المتوسط. على صعيد آخر، دخل نحو 75 مقاتلا من فصائل المعارضة السورية الذين خضعوا لتدريبات على يد الولاياتالمتحدة في تركيا لمواجهة تنظيم "داعش" إلى الأراضي السورية، مساء أمس. ودخلت العناصر المقاتلة المعروفة باسم (الفرقة 30) إلى الأراضي السورية من تركيا عبر معبر باب السلامة الحدودي، فيما أكدت مصادر للمرصد أن 12 سيارة رباعية الدفع مثبت عليها رشاشات سُلمت لهم في مدينة كلس التركية. ومنذ 4 أيام، قال قائد القيادة المركزية للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط لويد أوستن إن 4 أو 5 عناصر فقط من المقاتلين الذين دربتهم الولاياتالمتحدة مازالوا يقاتلون في سوريا .