قدمت محكمة جنايات مجلس قضاء الجزائر شابين في العقد الثاني ومعهما آخر أربعيني للمحاكمة بدعوى الإشادة بالأعمال الإرهابية، بعد تدوين عبارة تحريضية موالية لتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام "داعش" بمحاذاة قصر الحكومة بالجزائر العاصمة، لتكشفت التحقيقات عن تورط أحدهم فقط والذي دون ذلك وهو في حالة سكر. تعود مجريات هذه القضية إلى يوم 29 سبتمبر 2014، حين بلغت مصالح الضبطية القضائية لفرقة مكافحة الإرهاب والتحريض للمقاطعة الوسطى بالجزائر العاصمة، معلومات مفادها قيام أشخاص مشتبه فيهم بتدوين كتابات حائطية تحريضية تمت كتابتها بجدار واجهة المدرسة الابتدائية "طه حسين" المحاذية لمقر قصر الحكومة، والتي دون فيها باللغة الفرنسية "تحيا داعش" و«تساوي العراق". من خلال التحقيقات التي باشرتها مصالح الأمن قصد تحديد هوية الأشخاص المتورطين، تم التعرف على الفاعلين الذين ينحدرون من بلدية الجزائر الوسطى وكانت البداية بتحديد هوية المتهم الرئيسي ويتعلق الأمر بالمدعو (ط.ب) البالغ من العمر 22 عاما المكنى "بابو الدرابكي" الذي بعد توقيفه وسماعه فنّد نيته الإشادة بالأعمال الإرهابية، مؤكدا أنه في تلك الليلة كان ورفاقه في حالة سكر، فراح يدون العبارة التحريضية المتابع لأجلها بواسطة عبوة دهن دون أن يعي عواقب ذلك لأنه في الأصل لم يكن مدركا لأفعاله. وكشف عن مرافقيه ويتعلق الأمر بالمدعو (ب.ح) البالغ من العمر 21 عاما والمدعو (و.ح) البالغ من العمر 40 عاما، حيث فنّد المتهمان التهمة الموجهة إليهما جملة وتفصيلا، حيث نفى صلته بالإرهاب وأكد أنه كان مجندا في الجيش الشعبي خلال سنوات التسعينيات حيث عاش خلالها اضطرابات نفسية ظلت تنتابه إلى يومنا هذا. وعلى أساس التهمة الموجهة للمتهمين الثلاثة، التمس ممثل الحق العام توقيع عقوبة 7 سنوات سجنا نافذا للمتهم الرئيسي و5 سنوات سجنا نافذا للمتهمين الآخرين، غير أن الدفاع ألح خلال مرافعته على براءتهما، فيما وصف تصرف المتهم الرئيسي الذي ينحدر من عائلة ثورية ب«التهور" و«طيش شباب"، مؤكدا أن عبارة "داعش" باتت تردد على الألسنة في مختلف الأماكن ليس الهدف منها موالاة إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.