استبعد وفد النظام السوري الدخول في مفاوضات مباشرة في جنيف مع وفد المعارضة، التي تتهمه بتجنب بحث مرحلة الانتقال السياسي، وفي الأثناءأكد مصدر أميركي أن إعلان جنيف هو المرجعية للمفاوضات، وسط حديث الأممالمتحدة عن تقدم في المباحثات. وقال رئيس وفد النظام بشار الجعفري إنه لا تفاوض مع المعارضة قبل أن يعتذر كبير مفاوضيها محمد علوش الذي وصفه بالإرهابي عن تصريحات قال فيها إن المرحلة الانتقالية تبدأ برحيل الرئيس السوري أو موته. غير أن علوش قال إن وفده غير معني بما وصفها بمهاترات الجعفري، وأضاف -في نشرة سابقة على الجزيرة- أن الإرهابي هو من تسبب في قتل السوريين وتشريدهم. وفي هذا السياق أيضا، قال عضو الوفد المعارض إلى جنيف هادي البحرة إن المعارضة هي التي لا تتشرف بالجلوس مع من يقصف شعبه. وخلافا لما صرح به الجعفري عقب اللقاء الثاني بين وفد النظام والمبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا، من أن المحادثات ركزت على الجانب الشكلي، أكد مصدر دبلوماسي أميركي أنه لا غموض في أن المرجعية الأساسية للمفاوضات حول سوريا هي إعلان جنيف، وما تضمنه من تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات كاملة. وأشار إلى أن بداية الجولة الحالية من المفاوضات جدية وإيجابية لأعقد أزمة في العالم، وقال إنه يمكن لبشار الجعفري رئيس وفد النظام أن يقول ما يشاء على الإعلام، لكن المهم ما يقوله في الاجتماعات. وأوضح المصدر أن بلاده تراقب ما بعد الإعلان الروسي عن الانسحاب من سوريا، ولم تتوصل بعد إلى خلاصات. وأضاف المصدر أن المفاوضات فيها وفدان فقط، أحدهما للمعارضة والثاني للنظام، وأنه يحق للمبعوث الدولي إلى سوريا أن يستشير من يشاء. والتقى دي ميستورا وفدا يضم شخصيات سورية شاركت في مؤتمري القاهرة وموسكو، وذلك ضمن ما صرح به دي ميستورا "بتوسيع قائمة المشاركين في المفاوضات تباعا"، وهو اللقاء الرابع الذي يجريه الممثل الأممي مع الأطراف السورية منذ انطلاق المباحثات الاثنين الماضي. وأوضحت تقارير أن الملفت في هذا اللقاء أن دي ميستورا خرج دون أن يدلي بتصريح صحفي، خلافا لما يفعله مع وفدي النظام والمعارضة الرسميين، وأن اللقاء تم في مكان لا يضم شعار الأممالمتحدة. من جانبه، علق عضو وفد الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية هادي البحرة على ذلك اللقاء بالقول إنه لا يخرج عن الإطار الاستشاري، وأنه لا يوجد له دور ضمن الإطار التفاوضي الفعلي. وفي رده على سؤال عن تأثير الانسحاب الروسي الجزئي من سوريا، أكد البحرة أن وفده لمس تغيرا في سلوك وفد النظام. وكان رمزي عز الدين رمزي مساعد دي ميستورا قال عقب اللقاء الثاني مع وفد الحكومة، الذي جرى صباح الأربعاء، "ناقشنا بعض الأفكار مع وفد النظام، وأبدينا رد فعلنا على النقاط التي قدمها في الاجتماع السابق (أمس)، وطلبنا توضيحها". وكشف رمزي أن الأممالمتحدة "وجدت قدرا من الالتقاء بين النظام والمعارضة والبناء عليه"، مشيرا إلى أن الانخفاض في أعمال العنف بسوريا انعكس إيجابيا على مواقف كل الوفود. وكان دي ميستورا أعلن إثر انتهاء اجتماعه الرسمي الأول مع الوفد السوري المعارض في مقر الأممالمتحدة في جنيف أمس، أنه تسلم وثيقة تتضمن رؤية المعارضة لمرحلة الانتقال السياسي في سوريا، وكذلك وثيقة من وفد الحكومة، وأنه سيحللهما، وقال إنه ينتظر الوقت المناسب لإجراء محادثات مباشرة بين الأطراف السورية لحل الأزمة. ومن المقرر أن يلتقي دي ميستورا الخميس وفد الهيئة العليا للمفاوضات للمرة الثانية، على أن يجتمع الجمعة مع وفدي المعارضة والنظام، و"ربما مع وفود أخرى"، بحسب رمزي.