الأمن يحقق في نشاط شبكة دولية "لتهجير" الأفارقة نحو طرابلس فتحت مصالح الأمن، تحقيقات معمقة حول شبكة دولية متخصصة في تحويل "الحراڤة" من الجزائر إلى تونس ثم ليبيا كوجهة عبور نحو أروبا. وجاء تحرّك الجهات الأمنية بعد توقيف شابين برفقة رعايا أفارقة في ولاية الطارف الحدودية، حيث كانوا يحاولون دخول الجمهورية التونسية تحسبا لمخطط تنقلهم إلى ليبيا لركوب "قواب الموت" انطلاقا من سواحلها غير المراقبة. وذكرت مصادر عليمة أن التحريات قد امتدّت إلى الجانب التونسي في إطار التنسيق الأمني المشترك لمواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية. وحسب العناصر الأولية للتحقيق، فقد ظهر وسطاء مؤخرا ينشطون في ولايات عنابة والطارف وقسنطينة وسكيكدة وڤالمة من خلال الاتصال بالرعايا الأفارقة أو الشباب الراغب في "الحرڤة" إلى أروبا على أن تنطلق الرحلات من السواحل الليبية، فيما يتولى عناصر الشبكة التكفل بالسفر من الجزائر إلى تونس وبعدها ينضم عناصر تونسيون لاستكمال "المهمة" إلى ليبيا حيث يجدون في انتظارهم منظمي الرحلات البحرية مقابل دفع "مستحقات" تخضع لمنطق التفاوض بين المنظمين و«الحراڤة". وتجري حاليا عملية تعقب ومطاردة لبعض "النشطاء" في تنظيم الرحلات البحرية الذين أنشأوا أيضا صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لنشاطهم. وتقلصت ظاهرة "الحرڤة" عبر قوارب الموت هذه السنة إلى أدنى مستوياتها مقارنة بالسنوات الأخيرة، بفعل تشديد القوات البحرية لإجراءات مراقبة الشواطئ وورشات صناعة الزوارق التقليدية وعدا محاولات محدودة للهجرة غير الشرعية منذ بداية شهر العام الجاري، لم تسجل السلطات الجزائرية هذه السنة موجة هجرة سرية كالتي كانت تعرفها السواحل الجزائرية السنوات الماضية. وعلى صعيد متصل، اعتقل جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في العاصمة الليبية أمس 203 أشخاص في مداهمتين بطرابلس، معلنا أن هؤلاء وهم من جنسيات إفريقية متعددة كانوا يستعدون للإبحار بطريقة غير شرعية نحو أروبا. وداهمت مجموعة من أفراد الجهاز منزلا في الساعات الأولى من صباح أمس في منطقة الحشان في شرق طرابلس، وقامت بتوقيف عشرات الأشخاص الذين كانوا في المكان. وتوزع الموقوفون على غرف صغيرة في المنزل المؤلف من طابق واحد قيد الإنشاء، وقام أفراد جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية الذين ارتدى بعضهم سترات واقية للرصاص وغطوا وجوههم، بإخراجهم من غرفهم واقتيادهم في حافلة بطريقة سلمية نحو مركز توقيف. وبعد الانتهاء من المداهمة الأولى، توجه أفراد الجهاز الذين كانوا يستقلون 6 سيارات شرطة رباعية الدفع نحو مبنى ثان من 3 طوابق في شارع قريب، وقاموا بمداهمته وتوقيف عشرات الأشخاص أيضا، قبل أن يجري نقلهم إلى مركز التوقيف نفسه. ولم تحدث أي مواجهات خلال المداهمتين. وقال الملازم أول صبري الذي فضل عدم الكشف عن هويته كاملة إنه "بناء على المعلومات الواردة للمكتب بخصوص تنظيم أحد المهربين الهجرة غير شرعية إلى السواحل الأروبية، تمت مداهمة وكر هذه الليلة في ضواحي مدينة طرابلس". وأضاف "تم القبض على 203 من المهاجرين غير الشرعيين من جنسيات مختلفة وبرفقتهم المهرب". وتعتبر ليبيا التي تفتقد للرقابة الفعالة على حدودها البحرية والبرية بفعل النزاع المسلح على السلطة، المنطلق الرئيسي في إفريقيا لآلاف المهاجرين الحالمين ببلوغ أروبا الواقعة على بعد نحو 300 كلم فقط من السواحل الليبية. وبدأ هذه السنة "موسم" عبور المهاجرين انطلاقا من ليبيا بقوة، وقد ارتفع عدد العابرين من بضعة آلاف شهريا في موسم الشتاء خلال السنوات الأخيرة إلى ما بين 15 و20 ألفا في أفريل. وانطلقت موجات الهجرة الكبرى الأولى منذ منتصف مارس الماضي. وأحصت منظمة الهجرة العالمية يوم الجمعة الماضي وصول حوالي 6 آلاف مهاجر معظمهم أفارقة خلال 4 أيام إلى إيطاليا، مشيرة في المقابل إلى توقف تدفق المهاجرين تقريبا إلى اليونان.