دخلت المعارضة السياسية مرحلة جمود في الفترة الأخيرة وغابت عن المشهد السياسي الذي كانت تسجل فيه اجتماعات بين الفترة والأخرى، حيث عجزت هيئة التشاور والمتابعة عن عقد اجتماعاتها الدورية المحددة في قوانينها، على الأقل لتقييم اجتماعها الذي كان بزرالدة نهاية شهر مارس الماضي. وذلك في ظل التسابق المحموم بين أحزاب الموالاة على التشريعيات القادمة. ورغم مرور أكثر من شهر على عقد هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة لقاءها الثاني بتعاضدية العمال بزرالدة، غير أنها لم توفق لحد الساعة في احترام قوانينها الداخلية لعقد اجتماعاتها الدورية، سواء لتقييم لقاء ال30 من شهر مارس الماضي، أو تحديد الرئاسة الدورية للهيئة، أو حتى استشراف قادم الأيام في الساحة السياسية، في ظل تسابق أحزاب الموالاة للتحضير للتشريعيات القادمة منتصف سنة 2017، غير أن الفضاء الذي جمعت فيه شخصيات وأحزاب معارضة لم يحدد موعدا لاجتماعه إلى غاية اليوم، حيث لا يجد جدول أعمال معين لتدارسه في الوقت الراهن -حسب تصريحات بعض أعضاء الهيئة. وفضلت الأحزاب والشخصيات المشكلة للمعارضة، أن تنأى بنفسها عن العديد من القضايا، حيث لم تبد موقفها حيال الأحداث والتطورات السياسية الهامة التي عرفتها البلاد في الفترة الأخيرة، والتي بقيت دون تعليق من المعارضة مجتمعة، واكتفى بعض الأحزاب بإصدار بيانات منفردة بخصوص ذلك، ويبدو أن أوضاع جبهة العدالة والتنمية وعلاقتها المتوترة مع حركة مجتمع السلم، ضف إلى ذلك العمل الحزبي الفردي الظاهر على هيئة المعارضة بدل العمل المشترك، الأمر الذي يوحي أن التحضير للمرحلة القادمة، خاصة ما تعلق باستحقاقات 2017 لن يتم على صعيد واحد، رغم مناداة أغلب الشخصيات والأحزاب المشكلة للمعارضة بضرورة أن تشرف على أي استحقاق قادم هيئة مستقلة. وفي ذات السياق، شرعت العديد من الأحزاب المشكلة للمعارضة، في دراسة الأمور الداخلية لأحزابها بعدما أغفلت هذا الأمر لمدة طويلة نسبيا، بالنظر إلى انشغالها بأمور تنسيقية وهيئة المعارضة "وهو الأمر الذي عطل نوعا ما من عقد أي اجتماع لأعضاء المعارضة"، حسب ما صرح به قيادي في تنسيقية المعارضة ل«البلاد" فضل عدم الكشف عن هويته، وفيما يتعلق بالتحضير للانتخابات القادمة، وعدم المشاركة في حال لم تتشكل اللجنة المستقلة لتنظيم الانتخابات، أنه "لا يمكن ربط المشاركة بهذه اللجنة" وإلا أصبح الأمر -حسبه- انتحارا سياسيا وانسحابا تاما من الساحة السياسية، وهو الأمر الذي ترفضه أغلب الأحزاب السياسية، مفضلة الإبقاء على هامش المناورة من خلال دخول الانتخابات القادمة. رغم هذا الطرح الغالب بين أغلب أحزاب المعارضة، إلا أنها لم تشرع بعد في التحضير للاستحقاقات القادمة، في الوقت الذي بدأ التنافس المحموم بين الغريمين حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، سواء على تشريعيات 2017 أو حتى رئاسيات 2019.