في تسارع و''تصارع'' للأحداث، طفت إلى سطح الركود والتكاسل والجمود السياسي، حركية ظاهرها أن هناك أحزابا وبرامج وأفكارا تتناطح وتتطارح، وباطنها أن المواعيد الانتخابية القادمة أخرجت ''غوغاء'' القوم من جحورهم للبحث عن موقع وتموقع تحت ظل انتخابي يعيد لمن انتهى ''عقدهم'' السياسي، عهدتهم الآفلة والمنقضية في تجديد وتمديد لمواقع لا تزول بزوال العهدات·· هناك ترادف وتزامن مطلق وثابت بين اقتراب المواعيد الانتخابية وبين انفجار الطبقة السياسية من الداخل تحت مبررات و''مبردات'' شتى، فكلما هلّ هلال العيد الانتخابي، طفت إلى سطح بوادر الصراع والتشتت و''التصحيح''· وما يجري في أفلان بلخادم من تململ و''تحلل'' سياسي، وما يحدث في محيط حركة الإصلاح من ''تصالح'' وتناصح لإعادة عمامة وإمامة الشيخ جاب الله لسابق عهدها، يكشف أن ''السياسة'' عندنا ارتبطت بالمنشطات و''المُكشطات'' الانتخابية، فكلما اقتربنا من موعد زفاف ''انتحابي''، حدثت أزمة في رفوف الصيدليات بفعل نفاد مخزون المنشطات على اختلاف أنواعها النفسية والجنسية، نتيجة التدافع السياسي على اقتناء متفجرات الفياغرا السياسية بهدف صناعة ''الرجلة'' والفحولة التي تمكن ''فلانا'' من مقارعة كل ''فلان'' و''علان'' منافس ··؟؟كان يمكن أن نعتبر أن الصراعات التي تنخر و''تمخر'' الأحزاب من الداخل، ظاهرة صحية تؤكد سلامة الضرع المتصارع عليها، لو أنها أي الصراعات لم تكن وليدة ظرف انتخابي، لكن، ولأنهم عودونا على أن صراعاتهم مرتبطة أساسا بالمواعيد الانتخابية، فإن ما نراه من ''فحولات'' سياسية لا مكان لها سوى في خانة أن ''الفياغرا'' السياسية فعلت فعلتها في عقول قومنا، والأمر كله يتعلق بتناول المنشطات الشديدة المفعول لترتيب نتائج المباريات خارج بساط الملعب، فهل تراهم يعلمون أن ''اللعب'' قد بات مكشوفا ومفضوحا وخاليا من أي إثارة؟