عادت الصراعات ولعبة القط والفأر وتصفية الحسابات، إلى حلبة المنظماتالجماهيرية، حيث اندلعت "نيران صديقة" وضرب تحت الحزام وإتهامات، بينالأشقاء الفرقاء الذين استباحوا دم بعضهم بين مدافع ومهاجم، كل"القبائل" هدفها "تأميم" هذه "الأجهزة" واسترجاعها،تارة بقيادة مؤامرات علمية وانقلابات ذكية وأخرى غبية. * وتارة أخرى، بتأسيس"حركات تصحيحية" و"تقويمية"، وفي كثير من الأحيان استخدامرصاص "فيشنك" و"بارود عراسي" لترهيب وترغيب الهدف المراد قطفرأسه والإطاحة به من على العرش. * الحاصل هذه الأيام داخل بيت الكشافة الإسلامية، حدث منذ أسابيع ببيتجمعية الإرشاد والإصلاح، حيث انقسم المتخاصمون إلى فوجين متصارعين على"الورث"، فكان لكل "عصبة" دلائلها ومبرراتها في التمسك بشرعيةوأحقية الاستحواذ على القيادة (..)، كما يحاول كل "فيلق" إسقاط خصمهبالضربة القاضية وبتناول منشطات محظورة من خلال كشف"فضائح" وتجاوزات للرأي العام، في عملية مقصودة،الغرض منها تأليب المحيط على المستهدف بالزبر والعزل! * وتأتي "الحروب" المشتعلة، سواء في "جهاز"الإرشاد أو الكشافة، لتذكّر المتابعين بالحروب الأخرى التي أشعلت النيران فيتنظيمات أخرى، وحتى الأحزاب (الأفلان، الأرندي، النهضة، الإصلاح، الأفانا، حمس)،مثلما حصل في وقت سابق، بالنسبة لأبناء الشهداء والمجاهدين والفلاحين وأيضاالمركزية النقابية، وكلها "أزمات وضربات" كانت بصمات التحريك السياسيوالتوظيف الإنتخابي ظاهرة ومفضوحة، حاولت الأوساط المتهارشة السيطرة على"الأغلبية" وعلى مقود هذه "الآلات" الجماهيرية التي تشكل"القواعد الخلفية" للأحزاب النافذة التي تتغذى وتتموّن من خدماتها،خاصة أثناء الاستحقاقات الإنتخابية. * ومثلما وجهت في وقت سابق قيادة الإرشاد والإصلاح أصابع الإتهام لرئيسحزب سياسي بإدارة "التخلاط" ضدها، فإن قيادة الكشافة إتهمت هي الأخرىرئيس حزب سياسي بمحاولة "تخياط" وفبركة "مؤامرة" ضدها !، وفيكل الأحوال، تتأكد "الأيادي السياسية" في صناعة الفوضى واللاّأمن داخلبعض التنظيمات والجمعيات، بما يعطي الإنطباع، برأي مراقبين، أن أحزابا معينةمازالت بحاجة إلى "سيروم" من خارج هياكلها الحزبية الرسمية لضمان وتبريراستمرارها على مقربة من مواعيد سياسية وإنتخابية، تعود فيها الكلمة للقواعدالنضالية المنتشرة هنا وهناك والتي بوسعها ترجيح الكفة لصالح الفئاتالخائفة من المستقبل والمتخوفة من "الخيانة" الداخليةوالانقلابات المفاجئة والمباغتة التي قد ينفذها مقربون أوغاضبون أو طامحون! * ويبدو أن أحزابا سياسية تسعى إلى "نقل الرعب إلى الطرفالآخر" وتحويل أمراضها وحروبها إلى ميدان آخر خارج ميدانها الذي يشهد تمزقاتواختلالات بفعل "خسائر" سياسية وانتخابية وكذا تنبؤات تتوقع انكساراتمستقبلية، ولذلك لم يبق سوى البحث عن "طوق نجاة" بعيدا عن صفوفهابإمكانه أن ينقذها من غرق محتمل أو "ثورة" داخليةتقلب عليها الطاولة وتعيد بناء نسيجها القيادي بما يخلصها منأحادية القرار وثقافة الإنتحار! * ويرى مراقبون أن "الإمتداد المختلط" للأحزاب والولاءاتالسياسية داخل بيوت النقابات والتنظيمات والجمعيات - خاصة النافذة منها - حوّل هذهالأخيرة إلى قنابل يدوية تحملها الأحزاب في أيديها وتهدد بتفجيرها على الطرف الآخركلما تم الشعور بتراجع القدرة على التغيير والتنفيذ، ولا يستبعد أن تزحف نيران"الحركات الإنقلابية" نحو هيئات أخرى في إطار لعبة التوازنات ولحساباتظاهرة وأخرى خفية ومصالح و"غنائم" مرتبطة مباشرة بالتموقعاتو"الحواجز المزيفة" التي ستتضاعف على الطريق إلى رئاسيات 2009!