يعيش الأفلآن بالجلفة زلزالا ''مؤجلا'' وما كان في طي الكتمان وحكم المسكوت عنه إلى حين، عجلت بتفجيره زيارة كل من النائب بالمةجلس لاشعبي الوطني محمد بوعزارة وكذا الوزير السابق بن علية بلحواجب، اللذين نزلا إلى الجلفة نهاية الأسبوع لتشكيل لجنة لتحضير المؤتمر فكانت المفاجأة أن اصطدم المكلفان من طرف بلخادم بمؤامرة ''علمية'' هندسها الحرس القديم تحت قيادة عازف السموفونية، مير الجلفة، عبد العالي بلقاسم، وبعض الوجوه ''المستترة'' وراءه. وهدف المؤامرة العلمية رأس المحافظ بن دراح أحمد الذي أريد له أن يتحمل وزر ما سبق وما هو قادم من انتكاسات الأفلان، خاصة في الانتخابات المحلية الأخيرة، التي فاز بها الأرندي رغم قلة عدده وعدته وكسب خلالها 23بلدية من 36المشكلة للولاية. الاجتماع الذي كان منعقدا من أجل الخروج بلجنة المؤتمر تحول إلى محاكمة علنية للمحافظ الذي لا يمكن لأي كان أن يشكك في نزاهته وقدرته على قول كلمة الاب والتي كلفته أن يظل مؤجرا لسكن رغم تاريخه الطويل في الأفلان والمهم أن اللجنة لم تكن سوى الشجرة التي تخفي الغابة، فالانتفاضة التي قادها سيناتور الأفلان حبشي الميلود الذي سيعود إلى داره معززا مكرما بعد أشهر قليلة من نهاية عهدته مع جماعة بن صالح، ظهرت أنها عمل نهار دبر بليل سياسي، اتفق مخططوه على إزاحة بن دراح من واجهة الأفلان بالجلفة حتى يتم تأميم خريطة انتخابات ''السينا'' القادمة، فمهما قيل عن محافظ الأفلان إلا أن الثابت أن مواقفه سواء ضد المسؤولين أو ضد السياسين لا لبس فيها فقد كان ''حلقة'' وكان دائما في الجهة الأخرى التي يقال عنها إنها الكاسبة. والمهم أن الوزير السابق بن علية بلحواجب، المعروف عنه ابتعاده عن الصراع، والمكلف بمهمة من عند بلخادم وجد نفسه في موقع القاضي المطلوب منه الفصل في سقوط االخلافةب من عدم سقوطها، وقد حمل رسائل المحتجين إلى بلخادم بعدما تقرر تأجيل البت في أعضاء لجنة المؤتمر التي أججت الصراع المؤجل وأخرجت الطامعين في كرسي مجلس الأمة من جحورهم.. ويبقى في النهاية أن أغلبية النواب ساروا ضد المحافظ في محاولة إزاحة مسبقة. فيا ترى ماذنب بن دراح إذا كان صادقا فوق اللزوم وهل يحق للجميع أن يصلب مناظلا بتهمة أنه خسر معركة المحليات رغم أن بلخادم وغيره يعرفون بأن الفوز لم يكن ممكنا أمام خصم أرنداوي برهن بأن الجلفة أصبحت مقاطعة إدارية تابعة له. والأهم في المعادلة كلها أين كان النواب الوطنيون الغيورون على الأفلان حينما كانت الإدارة تزبر رؤوس قوائم الجبهة بتهمة ''خطر على النظام''؟! يبقى في الأخير أن بلحواجب، العالم بخبايا الصراعات والتحالفات بالجلفة، مفروض عليه أن يجد حلا وسطا للمتخاصمين وأن مهمته ليست سهلة مع جماعة الحرس القديم الذين يعرفهم واحد واحدا فهل تراه سيستطيع تفكيك اللغم قبل انفجاره أم أن أزمة الأفلان بالجلفة ستظل تراوح مكانها بين حرس قديم وحرس جديد كل منهما اختار موقعه ومكانه في سبيل كرسي ''سينا'' يتيم أصبح هو الهدف والقضية ومكمن الداء والدواء!