أطباء يدقون ناقوس الخطر ويدعون إلى فتح تحقيق في مصدر تسويقه تعاطي الدواء لعدة أشهر يؤدي إلى الإصابة بالسكري والضغط
دقّ أطباء ناقوس الخطر من انتشار تعاطي دواء من نوع "كورتيكويد" أو "الكورتيزونات" يحمل علامة صيدلانية "ديغزاميتازون" على شكل أقراص، أصبح يُباع في محلات بيع الأعشاب يسوّق بطريقة غير قانونية وهو مصنوع في الهند بمبلغ 600 دج للعلبة، وهو دواء نادرا ما يباع في الصيدليات وبوصفة طبية، إلا أن الطلب عليه كثر من طرف النساء لاستعماله في زيادة الوزن. وتكمن خطورته في طول مدة استهلاكه التي تؤدي إلى أمراض خطيرة لا يعي المواطنون درجة خطورتها في ظل غياب الرقابة على أصحاب بيع العقاقير والأعشاب. ولهذا دعا أطباء تحدثت إليهم "البلاد" إلى فتح تحقيق في كيفية تسويق الدواء على شكل أقراص في السوق السوداء ونادرا ما يوجد في الصيدليات. "البلاد" وبناء على معلومات تحصلت عليها من أطباء أكدوا استقبالهم عددا من الحالات المرضية لبعض الأشخاص ظهرت عليهم أعراض لأمراض مزمنة منها السكري والضغط الدموي، كما يشتكين من آلام في المفاصل، الشعور بالدوار، ضعف العضلات، تقشر الجلد، ضعف الشهية، غثيان أو تقيؤ، حمى، هبوط مستوى السكر في الدم وغيرها. وبعد التشخيص الدقيق تبيّن أن الحالات يتعاطى أصحابها دواء "ديغزاميتازون" عبارة عن "كورتيكويد" من أجل زيادة الوزن. وفي لقاء تساءل الأطباء عن كيفية تسويق الدواء عبارة عن أقراص في السوق السوداء في حين أنها غير متوفرة لدى الصيدليات، التي لا تبيعها إلا بوصفة طبية توصف كمضادات ضد الالتهابات الحادة أو أزمات الحساسية الحادة، غير أن بعض العشابين يسوقونها ويُجهل كيفية الحصول عليها خاصة وأن الدواء مصنوع في الهند، وتستوردها الدولة على شكل حقن تزود بها المستشفيات فقط لعلاج الحالات الحادة من الحساسية وغيرها. وأكد الأطباء أن "الكورتيزونات" أو"الكورتيكويد" يصفه الأطباء للعلاج لمدة لا تتجاوز 5 إلى 7 أيام، وأكثر من ذلك يصبح الجسم "مدمنا" عليه وينتج عنه ظهور أعراض للأمراض الخطيرة السابقة ذكرها، وهذا ما حصل مع الحالات التي تمت معاينتها، حيث يداومن على استخدامه لعدة شهور قد تصل إلى 9 أشهر أو أكثر. كما تنقلنا إلى عدد من الصيدليات بحثا عن هذا الدواء، إلا أن الصيادلة أكدوا أنه من الأدوية النادرة غير المتوفرة، ولا يباع إلا بوصفة طبية، في حين أكد المرضى للأطباء أن الدواء تم اقتناؤه لدى بائعي الأعشاب. هذا وحذّر الأطباء من استعمال هذا الدواء للتسمين السريع، وتكمن أضراره الخطيرة في ارتفاع ضغط العين، مرض الساد وهو عتامة في شبكة العين، ارتفاع السكر في الدم، ارتفاع ضغط الدم بسبب زيادة السوائل نتيجة حجز عنصر الصوديوم داخل الجسم، طرد عنصر البوتاسيوم مع البول مما يؤدي إلى فشل نشاط القلب، اضطراب الدورة الشهرية، هشاشة العظام. وإذا توقف متعاطو الدواء فجأة عن تناوله، يصبح مثل الدمن الذي تعوّد على المخدرات، فجسمه يخلو من "الكورتيزون" اللازم للعمليات الحيوية وذلك لأن غدة "الجاركلوية" تكون قد توقفت عن إفراز "الكورتيزون" بسبب تناوله من خارج الجسم، وقد لا تعود إلى عملها إلا بعد أسابيع أو شهور أو قد تحتاج إلى عام أو اثنين حتى تستعيد كامل نشاطها السابق، وبالتالي تظهر أعراض الانسحاب التي منها الشعور بالدوار، ضعف العضلات، آلم المفاصل وغيرها من الأعراض التي سبق ذكرها. وكشف الأطباء أن علاج هؤلاء هذه الأعراض يكون بإعطاء جرعة عالية من "الكورتيزون" ثم تقليلها تدريجيا.