الكورتيزون يستعمل لعلاج الإلتهاب، ولكن ما هو الإلتهاب؟ الإلتهاب هو عملية دفاعية يقوم بها الجسم لطرد أو تعديل وضع شاذ في الجسم، كما تقوم العين بإفراز الدمع لطرد جسم غريب، وكذلك القيء هو عملية دفاعية لطرد السموم من المعدة قبل أن يمتصها الجسم، ولكن أحيانا يكون رد الفعل قويا أو يستمر مدة طويلة ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة. وهنا يتم التدخل بإعطاء الدواء اللازم لإيقاف هذه الأعراض، فمثلا لو لسعت نحلة شخصا في يده -أي أنها حقنت في جلده مادة غريبة- ودخل فيروس في كبد الإنسان فسيقوم الجسم بإعلان حالة طوارىء في تلك المنطقة، وتتنادى الأجسام المناعية ويفرز الهستامين فتتوسع الأوعية الدموية في المنطقة وتمتلىء بالسوائل فتتورم وترتفع فيها درجة الحرارة وقد توضع الحواجز أمام زحف الجسم الغريب وهو ما يدعى بالتليف (وهو تحول الخلايا الحية إلى ما يشبه الألياف لا حياة فيها) فإن استمر الإلتهاب فقد يتليف معظم الكبد مثلا. لذا يجب إيقاف الإلتهاب قبل أن يدمر الكبد أو الرئتين (كما في الربو) أو الكلية وغير ذلك. والإلتهاب قد يحدث احيانا ثم يذهب دون الحاجة لإعطاء أدوية، فقد تظهر حكة جلدية ثم تختفي أو يسيل الأنف بعض الوقت ثم يتوقف، ولكن هناك أعراض وحالات شديدة كالربو والتهيج الجلدي المؤلم وغير ذلك كثير مما يتطلب معه إعطاء الأدوية اللازمة ومنها أدوية الكورتيزون. هل أدوية الكورتيزون متشابهة في التأثير والإستعمال؟ لا طبعا، فأدوية الكورتيزون منها ضعيف القوة ومنها المتوسط ومنها القوي وأخيرا القوي جدا. ومنها ما يعطى خارجيا مثل المراهم والكريمات ومنها الذي يعطى على شكل بخاخات للرئتين والأنف ومنها حبوب البلع وهناك الحُقن التي تعطى بالدم هل للكورتيزون المستعمل خارجيا تأثير عام على الجسم كالحبوب أو الحقن؟ إن أدوية الكورتيزون المستخدمة خارجيا أو موضعيا هي التي تكون على شكل مراهم أو كريمات ذات الإستخدام على سطح الجلد والعين والأنف، وكذلك بخاخات الرئتين تعتبر استعمالا خارجيا لا يدخل الى الدم كالكورتيزون الذي يعطى عن طريق الفم أو الحقن. إلا أنه قد تمر كمية ضئيلة نسبيا إلى الدم عبر الجلد، وبذلك تحدث آثار سمية غير مرغوبة. هل يتساوى ضررأدوية الكورتيزون المستخدمة خارجيا؟ أم أن هناك ما هو أخف ضررا من الآخر؟ أولا: لا يتساوى ضرر أي مستحضر كورتيزوني مع الآخر، وذلك لإختلاف أنواع أدوية الكورتيزون، فالكورتيزون القوي يحدث آثارا جانبية أكثر والعكس صحيح. كما أن طريقة الإستخدام لها دور كذلك فقد يكون نوع الكورتيزون ضعيفا، ولكن إذا استتخدم مدة طويلة، أو بكميات كبيرة أو في أماكن واسعة من سطح الجسم أو أماكن جلدية رقيقة مثل الوجه وثنايا الجلد أو تمّ تغطية الجلد المعالج بغطاء غير نفاذ مثل البلاستك فإن أثره الجانبي كبير (لذلك يجب عدم استخدامه في حالة إلْتهاب منطقة الحفائظ عند الأطفال). ولهذا، يتم اختيار نوع الكورتيزون المناسب حسب الحالة المرضية، فلكل حالة اختيار خاص لنوع الكورتيزون وشكله الصيدلاني مثل أن يكون على شكل مرهم أو كريم، فعلاج الصدفية يختلف عن علاج حكة جلدية بسيطة. وتختلف معالجة منطقة الإبط عن علاج منطقة أسفل القدم، والجلد الجاف المتصلب يعالج بمراهم دهنية والجلد الرطب بالكريمات وهكذا. فإذا استخدم الكورتيزون حسبما وصفه الطبيب أو الصيدلي من ناحية الكمية الدوائية وطريقة الإستخدام والمدة المطلوبة، فإن الضرر يكون اقل ما يكون بإذن الله. ولكن ما هو الضرر أو الأثر الجانبي لأدوية الكورتيزون؟ كما أن لأدوية الكورتيزون آثارا علاجية ممتازة، فإن لها آثارا جانبية قد تكون خطيرة أحيانا أن لم يلتزم المريض بالتعليمات اللازم اتّباعها، وأكثر ما تظهر عند استعمال أدوية الكورتيزون عن طريق الفم أو الحقن أو جرعات عالية مدة طويلة، لأن ذلك يؤدي إلى تعطيل غدة الجاركلوية عن إفراز الكورتيزون الطبيعي، وقد تحتاج إلى أسابيع أو شهور حتى تعود إلى عملها الطبيعي في إفراز الكورتيزون. أما الآثار الجانبية المحتمل حدوثها فهي ارتفاع ضعط العين ومرض السّاد (الكاتاراكت) وهو عتامة عدسة العين، وارتفاع مستوى السكر في الدم ومرض الرثية (الروماتزم)، وتخفيض المناعة، واستدارة الوجه، وتجمع الدهون بين الرقبة والأكتاف (حدبة)، وزيادة العطش والتبول، وآلام في العضلات، وحجز عنصر الصودوم داخل الجسم مما يؤدي إلى زيادة السوائل وتنشأ الوذمة (الأديما) ويرتفع ضغط الدم فيزيد العبء على القلب، كما يطرد عنصر البوتاسيوم مع البول مما يؤدي إلى فشل عمل القلب، وقد تسبب اضطراب الدورة الشهرية، كما تسبب تقليل المناعة مما يؤدي إلى تأخر إلتئام الجروح والتجرثم البكتيري والفيروسي والفطري وغير ذلك فيصاب المريض بمرض آخر دون ان يشعر لان الكورتيزون يخفى أعراض التجرثم. كما يؤدي الى ترقق الجلد وظهور الشعيرات الدموية، ويغير البيئة البكتيرية على سطح الجلد مما يؤدي الى نمو جراثيم ضارة كالفطريات. ما هي النصائح التي يمكن تقديمها للمريض الذي يعالج بالكورتيزون؟ تعتبر بخاخات الكورتيزون قليلة المخاطر نسبيا إذا استخدمت بشكل صحيح، وأن استخدام المراهم أو الكريمات لعدة أيام فقط -فإن شاء الله- لا يوجد منه ضرر على الكبار أو الأطفال. ولكن هناك ضرر متوقع من استخدام الكورتيزون على هيئة حبوب أو حقن فإن استخدامها أكثر من ثلاثة أسابيع قد يؤدي إلى توقف غدة الجاركلوية عن الإفراز. - يمنع الطفل أو البالغ من الاحتكاك بمصادر العدوى الجرثومية مثل المستشفيات أو الأماكن المزدحمة أو أن يتلقى تطعيمات تحتوي على كائنات حية مثل تطعيم شلل الأطفال عن طريق الفم، لأن المناعة تقل أثناء تناول الكورتيزون، كما يمنع الإحتكاك بالمصابين بجدري الماء (العنقز) أو الهربس أو مرض الحصبة لأن ذلك قد يؤدي إلى مضاعقات خطيرة. وإن حصلت العدوى، فإن المصاب قد يحتاج إلى حقن أجسام مناعية.