لقي، أول أمس في حدود الساعة الحادية عشر ليلا، الشاب فاتح .ع وعمره 33 سنة، حتفه بحي ''زنقة العرب'' ببلدية بواسماعيل ولاية تيبازة. ولم تعرف لحد الساعة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى وفاته خاصة وأنه نقل على جناح السرعة للمستشفى، ولم يتمكن الكثيرون من رؤية حالة الضحية الذي كان ملقى على الأرض بسبب الظلام. وربط المحتجون هذه الوفاة بعملية إطلاق قوات مكافحة الشغب الرصاصئفي الهواء لتفريق المحتجين، أين أصابته رصاصة طائشة في حين ترجح مصادر أخرى أن الشاب راح ضحية العنف الذي مارسه بعض الشباب الطائش خاصة وأن منهم من استغل هذه الفرصة للقيام بالسرقة والاعتداء على المواطنين. وتركز هذه المصادر على هذه الفرضية من باب أن هذا الشاب خرج للبحث عن أخيه القاصر الذي كان ضمن المحتجين، في حين تركز مصادر محلية أخرى على أن هذا الشاب الذي بقي يتردد بصفة مستمرة ويومية على هذه المدينة بعد أن انتقلت عائلته للعيش نهائيا ببوسماعيل يعرف عنه تجارته في المخدرات، وهو ما يجعل فرضية الانتقام منه أو تصفية حسابات واردة أيضا. ومن المنتظر أن تشيع جنازة الضحية اليوم، بعد أن رفض مستشفى البليدة منح عائلته أمس الترخيص بإخراجه بسبب إخضاع الجثة لعملية التشريح، كما أن مصالح الأمن فتحت تحقيقا في الموضوع. في السياق ذاته، عرف أمس حي ''الريبيشو'' الواقع في أعالي المدينة والذي تقطن فيه عائلة المتوفي حراسة مشددة خوفا من حدوث أية انزلاقات، خاصة بعد توافد العشرات إليه بعد بلوغهم خبر خاطئ بتشييع جثمانهئ. وتضاربت الروايات حول هذا الشاب الذي كان يقطن بالدواودة البحرية، قبل أن تستقر عائلته في بلدية بواسماعيل، فمنهم من يقول إنه كان قادما من بلدية دواودة البحري بعد أن زار أصدقاءه هناك، ومنهم من يؤكد أنه كان ضمن الحشود التي شنت هذه الاحتجاجات العنيفة بعد أن قاموا بتكسير وإضرام النيران في المركز الصحي الواقع بوسط المدينة قبل أن يتوّجهوا إلى مقر أمن دائرة بوسماعيل محاولين اقتحامه وحرقه، ومنهم من يفيد أنه خرج من منزله بحثا عن أخيه القاصر البالغ من العمر 16 سنة، كان يشارك في هذه الاحتجاجات. كما كثرت الإشاعات حول طبيعة عمل الضحية.. فمنهم من يؤكد أنه كان ضابط شرطة سابق، ومنهم من يقول إنه عون أمن، ومنهم من يؤكد أنه معروف في محيط الدواودة البحرية بمتاجرته في الممنوعات. ولا حديث في الشارع التيبازي منذئ أمس، سوى عن هذه الحادثة وما صاحبها من تخوف المواطنين من رفع الشباب خاصة المعروفين بسوابقهم العدلية وإدمانهم على المخدرات من حدة العنف، مستغلين في ذلك هذه الفرصة، وبالتالي حدوث انزلاقات أسوء من تلك التي شهدتها أحياء البلدية. وفي السياق ذاته، واصل شباب بواسماعيل والدواودة وحجوط خروجهم لليوم الثالث والرابع على التوالي في حدود الساعة السابعة مساء، و قاموا بقطع الطرقات وإضرام النار في العجلات، وتحطيم ممتلكات عمومية باستعمال أحجار كبيرة الحجم والدخول في مشادات مع رجال الأمن. ففي بواسماعيل أغلق المحتجون الطريق الرابط بين حي ''الباليي'' وحي ''الباطوار''، حيث استغّل بعض المنحرفين، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 سنة و 24 سنة، فرصة الغليان الشعبي لينظموا عمليات سطو ونهب طالت المحلات التجارية وبعض المنازل والسيارات، كما قاموا برشق المارة وأصحاب المركبات بالحجارة والأعمدة الحديدية مما تسبب في إصابة العشرات من المواطنين بجروح متفاوتة الخطورة وتمت محاولة إحراق كل من محطة البنزين المتواجدة بوسط المدينة، المركز الصحي الجواري، مركز الأمن إضافة إلى كسر وإحراق عدد من السيارات باستعمال البنزين غير أن التعزيزات الأمنية المكثّفة المدّعمة بقوات مكافحة الشغب وعناصر التدخل السريع مكنت من السيطرة على الوضع في حدود الساعة الواحدة صباحا. أما في حجوط فتم حرق متوسطة وتخريب بعض المحلات الخاصة والبريد والجهاز الخاصئبالبطاقات المغناطيسية والإشارات المروريةئئ وأعمدة الكهرباء والطرقات التي أصبحت في حالة يرثى لها. وفي الدواودة، وحسب معلومات تتداول بكثرة، فإنه تم تسجيل إصابة شاب بحروق بعد محاولته إضرام النار في سيارة الشرطة باستعمال البنزين، كما تم تكسير أعمدة الكهرباء المتواجدة بالطريق الولائي رقم 57 الرابط بين دواودة والقليعة. وقد ندد المواطنون بهذه السلوكات التي تضر بالمصلحة المشتركة. فيما أسفرت الاحتجاجات- وإلى حد كتابة هذه الأسطر- عن توقيف 58 شابا تورطوا في الأعمال التخريبية فيما تم تسجيل إصابة 19 شرطيا بمختلف بلديات تيبازة.