إستمرت الإحتجاجات لليوم الثالث على التوالي عبر بعض مناطق الوطن ومنها بعض مدن ولاية تيبازة خاصة في حدود الساعة السادسة والنصف مساءًا بسبب الإرتفاع المحسوس في أسعار المواد الأولية. ولكن هذه المرة عاد سيناريو الغضب بإستعمال مواد خطيرة وسريعة الإلتهاب مثل البنزين وغازات مسيلة للدموع، وهو ما حدث نهاية الأسبوع الجاري ببلدية الدواودة. حيث قام بعض شباب المنطقة بالتنقل من حي لآخر لزرع الرعب والخوف مع تحطيم الأملاك العمومية، ناهيك عن قطع الخيوط الكهربائية على مستوى الطريق الوطني رقم 57 الرابط بين مدينتي الدواودة والقليعة والمؤدي إلى الجزائر العاصمة، وذلك بالحجارة والمتاريس وإضرام النار بالعجلات المطاطية وهو ما إستدعى بالضرورة إلى تدخل قوات الأمن وتسريح الطريق الذي شلت به حركة المرور التي امتدت لساعات من الليل، ولكن المواجهات كانت عنيفة، حيث قام المتظاهرون بملئ القارورات الخاصة بالمشروبات بمادة البنزين ورميها على رجال القوة الأمنية، هذا فيما قاموا أيضا برشهم بغازات مسيلة للدموع مع رشقهم بالحجارة، وهي المظاهرات التي شملت عدة أحياء من البلدية مثل حي الزيتون ودوار صانصو وحي 20 أوت، وكذا وسط المدينة التي ميزتها تصاعد الدخان في كل مكان. وإلى جانب هذا عمد التجار إلى غلق محلاتهم التجارية في حدود الساعة الخامسة مساءًا بنفس الأحياء المذكورة خوفا من ما قد يلحق بهم من أضرار. وللإشارة، أنه نيتجة هذه الإشتباكات كانت خسائر مادية وبشرية معتبرة، حيث أسفرت عن تحطيم سيارتين بحي محمد بوضياف و3 آخرين بحي دوار صانصو، وكذلك جرح شاب في العقد الثالث من عمره على مستوى رأسه بواسطة الحجارة. بالإضافة إلى إصابة شخص في العشرينيات من عمره بحروق بليغة على مستوى جسمه وهذا بعدما حاول رمي زجاجة البنزين على أعوان الأمن لتشتعل في ثيابه، وفيما يخص تحطيم ملك الدولة، تمادت أيادي الشباب الطائش الى زجاج البلدية أين تم تكسيره كلية بعدما كانت آماله مسطرة في حرق المقر. وأمام هذه الوضعية المؤسفة، تعززت مصالح الشرطة بتدخل أعوان مكافحة الشغب بتيبازة لتهدئة الأوضاع، لتبقى هذه المظاهرات متواصلة في الأيام القادمة وفي أحياء أخرى.