لقي، أول أمس، في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا، الشاب “عكريش فتحي” البالغ من العمر 28 سنة، مصرعه ببواسماعيل في المكان المسمى ب”زنقة العرب” بعدما اندلعت أعمال الشغب والتكسير التي أتت على الأخضر واليابس ببواسماعيل، إثر تدخل قوات مكافحة الشغب التي قامت بإطلاق الرصاص الحي لتفريق المئات من الشباب الغاضب ويقطن الشاب المتوفى بحي “الريبيشو” في أعالي المدينة وقد كان يعمل سابقا شرطيا بالعاصمة، ولم يتم لحد الساعة تحديد الأسباب الحقيقية التي أدّت إلى وفاة الشاب الذي كان، حسب شهود عيان، رفقة مجموعة من الشباب الذين قاموا بتكسير وإضرام النيران في المركز الصحي الواقع بوسط المدينة، قبل أن يتوّجهوا إلى مقر أمن دائرة بواسماعيل محاولين اقتحامه وحرقه، لكن مصالح الأمن منعتهم من ذلك، ليقوموا برشقه بالحجارة لمدة ساعتين من الزمن. وشهدت، ليلة أول أمس، مدينة بواسماعيل بالناحية الشرقية لولاية تيبازة خروج المئات من الشباب إلى مختلف شوارع المدينة، في حدود الساعة السابعة مساء، وقاموا بقطع الطريق الرابط بين حي “الباليي” وحي “الباتوار” بالمتاريس والعجلات المطاطية التي أضرموا النيران فيها، واستغّل عدد من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 سنة و24 سنة فرصة الغليان الشعبي، لينظموا عمليات سطو ونهب طالت المحلات التجارية وكذا بعض المنازل والسيارات، كما قاموا برشق المارة وأصحاب المركبات بالحجارة والأعمدة الحديدة، مما تسبب في إصابة العشرات من المواطنين بجروح متفاوتة الخطورة. وقد وصلت إلى مدينة بواسماعيل تعزيزات أمنية مكثّفة مدّعمة بقوات مكافحة الشغب وعناصر التدخل السريع، لتتم السيطرة على الوضع في حدود الساعة الواحدة صباحا. وكانت الخسائر المادية التي تم تسجيلها بالمدينة كبيرة، كما حاول المتظاهرون إحراق محطة البنزين المتواجدة بوسط المدينة، المركز الصحي الجواري، مركز الأمن إضافة إلى كسر وإحراق عدد من السيارات باستعمال البنزين. ومن جهة أخرى تم لحد الساعة توقيف 58 شابا تورطوا في الأعمال التخريبية، فيما تم تسجيل إصابة 19 شرطيا بمختلف بلديات تيبازة.