وأخيرا تنفسنا الصعداء''·· هكذا كان تعليق الموسيقار والملحن التونسي ربيع الزموري في حديثه ل''البلاد'' على الأوضاع الجارية في بلاده بعد تنحية الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إثر ثورة غضب شعبية عارمة لاتزال تثير العديد من ردود الفعل في الساحة السياسية والثقافية، حيث يقول محدثنا إن ''ثورة الكرامة''، كما يسميها، جاءت رفضا لنظام بن علي الذي أجبر على مغادرة تونس بطريقة مذلة ليتمكن الشعب الثائر من استرجاع حريته والقضاء على نظام وصفه ب''الفاسد'' و''المستبد'' استمر 23 سنة سادها القهر والاضطهاد على مستوى الحريات والعدالة· واعتبر الزموري أن التونسيين برهنوا للشعوب في مختلف أنحاء العالم أنهم قادرون على تغيير الواقع مثلما قال الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي في قصيدته الخالدة (إرادة الحياة) ''إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر''· وفي السياق ذاته، أكد الموسيقار ربيع الزموري الذي كان قبل فترة ضيفا على الطبعة الرابعة للمهرجان الدولي الرابع للفيلم العربي الذي احتضنته وهران، أن الفنان التونسي في عهد بن علي، لم يكن يتمتع بالإرادة الكاملة في التعبير عن طموحاته وإبداعه ''كنا نختنق فنيا ولا نقوى على الإبداع الذي لم يتجاوز حدود الرقابة المفروضة، والموانع المقننة بدون وجه حق في ظل نظام زين العابدين بن علي''، مضيفا أن صورة الفن في تونس خلال تلك الفترة كانت ''مزيفة'' و''وردية'' ولا تعكس بتاتا واقع الثقافة والفن في بلد حكم لعشريتين بالحديد والنار والقمع البوليسي، وأن الفساد الذي عم كافة مجالات العيش في تونس، استفحل وتفشى حتى أصبح عاما لم يسلم منه مجال واحد، كما جاء على لسانه·من ناحية أخرى، اعتبر محدثنا أن ما حدث في تونس ويحدث هذه الأيام من مظاهرات واحتجاجات راح ضحيتها من أسماهم ب ''الشهداء''، قلب موازين الأمور من سيء إلى أحسن، حيث يتوقع الزموري أفقا أفضل لبلده في ظل نظام جديد يحكم شعبا سيحسب له ألف حساب قبل أن يتلاعب بمصيره، على حد تعبيره·