الرئيس يبدي اهتماما كبيرا بانتهاء المشروع الضخم وقف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على تقدم أشغال مشروع مسجد الجزائر خلال زيارة تفقدية قام بها مرفوقا بالوزير الأول عبد الملك سلال ووزير السكن والعمران والمدينة عبد المجيد تبون ووزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى ورئيس المجلس الاسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله ووالي ولاية الجزائر عبد القادر زوخ. وتعد الخرجة الثالثة للرئيس في أقل من شهرين بعد تدشين المركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال" مطلع سبتمبر الماضي، وأوبرا الجزائر "بوعلام بسايح"، الأسبوع المنقضي، ذات أهمية بالغة، لا سيما عقب الانقطاع عن النشاط الذي فرض على الرئيس لأسباب صحية، حيث توقف عن الخرجات منذ أواخر 2012، تاريخ زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الجزائر. وتعطي زيارة الرئيس للوقوف على تقدم أشغال المسجد الأعظم الذي بني بأكبر منارة في العالم، مؤشرات ودلالات قوية، بالنظر لاختيار المكان والتاريخ الذي تزامن مع إحياء ذكرى اندلاع الثورة التحريرية، خاصة أن الرئيس أراد من هذا المشروع أن يكون صرحا قويا مخلدا للشهداء، لا سيما أن تشييد المسجد الأعظم يعتبر معلما فنيا يجمع بين الأصالة والحداثة ويبرز الثقافة الإسلامية والهوية الجزائرية، حيث أكد الرئيس على أن المشروع، تقرر بناؤه وفاء لتضحيات الشهداء الأبرار، وتخليد عهد الاستقلال واسترجاع الدولة الجزائرية، وهو ما يجعل من هذه الزيارة ذات أبعاد سياسية، بالنظر للهجمة التي تعرض لها المسجد من قبل الفرنسيين، في وقت تخوض فيه الجزائر حربا باردة مع السلطات الفرنسية التي صعدت من هجموها على رموز الثورة في الفترة الأخيرة. إضافة إلى ذلك حملت هذه الزيارة دلالات عدة، خاصة بعد أن مر المشروع بصدمات عطلت تقدم الأشغال فيه، واستنفرت بعض الجهات الأجنبية التي أرادت التشويش على مشروع الرئيس، خاصة بعد أن أوكلت مهمة استكماله إلى الشريك الصيني "شاينا ستايت كونستراكشن" عقب سحب المشروع من الشركة الألمانية، ولقى هجوما من مسؤولين ألمان وفرنسيين، لا سيما أن شركة فرنسية كانت تريد وضع يدها على المشروع. ويبدو أن الرئيس الذي يتلقى تقارير دورية عن سير المشروع المقرر الانتهاء من أشغاله في آفاق 2017، حسب ما أكده في وقت سابق وزير السكن والعمران عبد المجيد تبون، يحرص على إنهاء وإنجاز المسجد الأعظم الذي يعد من أبرز البرامج التي سطرها، ودفع تعطل وتيرة إنجازه بالرئيس إلى الاستنجاد بالوزير تبون الذي أوكلت مهمة إنجازه لوزارته بعد سحبها من وزارة الشؤون الدينية، ونجح تبون في امتحانه، حيث عرف المشروع تقدما كبيرا في الأشغال منذ استلامه. ووقف على مدى تقدم الاشغال فيه وعاين الورشات. للإشارة فقد حرص الرئيس على اختيار موقع المسجد الأعظم واختيار منطقة المحمدية لإنجاز المشروع بسبب توسطها لخليج الجزائر واتجاهها نحو القبلة مباشرة، لا سيما أن الموقع كان مركزا للكاردينال شارل مارسيال ألمان لافيجري، أكبر مبشر مسيحي بالجزائر ومؤسس جمعية الآباء البيض المسيحية، وكان من أكبر أساقفتها واتهم بالنشاط التبشيري لتحويل مسلمي الجزائر إلى الديانة المسيحية، خاصة في منطقة القبائل معتمدا على التجمعات السكانية الكبرى بالمنطقة، حيث يعتبر من أكثر الوجوه التي أثرت بعنف على سياسة التنصير بتفكيره وسلوكه.