يتحدث رئيس نقابة ناشري الكتاب وصاحب دار "الحكمة" للنشر أحمد ماضي في هذا الحوار ل "البلاد" عن مشاكل النشر في الجزائر وعراقيل تصدير الكتاب الجزائري الى الخارج، كما يتوقف عند دور نقابته في النشر وتنظيم مختلف التظاهرات ذات الصلة بالكتاب، وعن ضرورة تكثيف الدعم من أجل تشجيع المواطن على ثقافة المطالعة واقتناء الكتاب.
منذ أيام اختتمت مبادرة "تحدي القراءة" العربي بقصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة وكانت النقابة شريكا في تنظيمها حدثني أكثر عن هذه المبادرة وما هي أهدافها؟ بالفعل كنا منذ تاريخ ال14 من ديسمبر وإلى غاية ال19 من نفس الشهر على موعد مع مباردة "تحدي القراءة العربي" الذي تنظمه دولة الإمارات، نظم هنا في الجزائر من قبل وزاراتي التربية الوطنية والثقافة وذلك بالتنسيق مع النقابة الوطنية لناشري الكتاب والمنظمة الوطنية للناشرين، وبمشاركة اكثر من 65 دار نشر، ومن خلال عرض خاص لكتب المطالعة من مختلف الأطوار الابتدائي والمتوسط والثانوي وكان هناك توصية بتوزيع المبادرة عبر 48 ولاية.
يبدو أن النقابة استعادت مكانتها وأصبحت شريكا في تنظيم معارض الكتاب والتظاهرات ذات الصلة به بعد ما تم إقصاؤها لما يزيد عن سبع سنوات في وقت سابق كيف استرجعتم دوركم؟ هذا صحيح.. كانت للنقابة مشاكل مع وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي، التي أقصت دورنا في المشاركة في تنظيم مختلف المعارض هنا في الجزائر ودام الإقصاء مدة سبع سنوات، لكن دعيني أقل اليوم الحمد لله زال هذا الإقصاء والتهميش، منذ تولي السيدة نادية لعبيدي منصب وزيرة للثقافة ومن بعدها الشاعر عز الدين ميهوبي، واسترجعت النقابة مكانتها الأصلية وأصبحنا نشارك في تنظيم المعارض والصالون الدولي للكتاب من حيث تنظيم اللقاءات والندوات وإن كنا نطمح إلى الأكثر.
تتخبط نقابة ناشري الكتاب في صراعات منذ سنوات ما وجه الاختلاف بين الناشرين؟ هذه صراعات ومشاكل لا يجب أن نمنحها قيمة كبيرة، ولكن يمكن أن أعلق وأقول إن هناك من يقبل بالتعددية ففي مختلف المجالات وهناك من لا يقبل، وأنا أقول دائما إن الجزائر بلد ديمقراطي، يكفي أن تكون هناك تعددية حزبية وتعددية في الإعلام بمختلف القنوات والصحف والأمثلة كثيرة، أن من مؤسسي نقابة ناشري الكتاب التي أسسها الدكتور نسيب، 18 منذ تأسيس النقابة وأنا عضو فيها الى أن جاء ذلك اليوم الذي قررت فيه الوزيرة السابقة تومي وقررت تغيير المكتب التنفيذي للنقابة، وأضيف أمرا مهما هو أن الناشرين الذين أسسوا منظمة مستقلة عن النقابة كانوا منخرطين بها 18 عاما.
لماذا لا تجرأ منذ توليك رئاسة النقابة على عرض قائمة باسم الناشرين المنخرطين فيها؟ من قال هذا، أنا لدي قائمة تضم 153 ناشرا هم أعضاء بالنقابة وليسوا من العاصمة فقط بل من مختلف ولايات القطر الجزائري.
قلت مرة إنك ستعمل على محاربة الناشرين المزيفين من تعني ب"الناشرين المزيفين"؟ هم من "يأكلون الغلة ويسبون الملة" "مثل شعبي".. سبع سنوات وهم يستفيدون من دعم وزراة الثقافة ولا يمنحون فرصة للمبدعين الشباب بل يعرقلون طريقهم ويقولون لهم "انتظروا نبعث أعمالكم إلى لجنة القراءة بوزارة الثقافة وهي تقرر".
هل هذا يعني أن داركم للنشر "الكحمة" تدعم المبدعين الشباب؟ طبعا.. دار "الحكمة" تدعم كل الأجيال آخرهم شاب يبلغ من العمر 24 عاما نشرت له إبداعه.
الدولة تدعو الناشرين في كل مناسبة يحضر فيها الكتاب الى ضرورة تصدير الكتاب الجزائري الى الخارج ما الذي يمنع من تحقيق هذا؟ تصدير الكتاب الجزائري إلى الخارج مسألة تواجهها الكثير من العراقيل قد لا يعرفها أي بلد آخر، إلى درجة أنني أتساءل هل هناك من لا يحب للثقافة الجزائرية أن تنتشر في الخارج، الكتاب الجزائري يتمتع بمقروئية كبيرة في الخارج وعندما أقول الكتاب الجزائري أقصد به كل المضامين والأنواع، جاليتنا في الخارج تترقب الإصدارات الجزائرية لكنها لا تصلها.. ألا يحق لهؤلاء اقتناء الكتاب الجزائري؟ بدعم من الدولة يمكن أن ننافس الكتاب الأجنبي ونصدر كتبنا الى الخارج لكني أعتقد أن برنامج رئيس الجمهورية لا يطبق كما يجب.
عدد زوار معرض الجزائر الدولي للكتاب الذي يفوق المليون زائر هل يعكس في اعتقادك نسبة المقروئية في الجزائر؟ نعم "سيلا" ومختلف المعارض الوطنية للكتاب قد تعكس نسبة المقروئية في الجزائر، في غياب مكتبات للبيع فالطالب والتلميذ والمواطن الجزائري عموما ينتظر معرض الجزائر الدولي للكتاب بترقب شديد وكأنه "العيد" أو "رمضان" لذا يشهد هذا المعرض إقبالا كبيرا.
من يمثل الناشر الجزائري في مختلف معارض الكتاب الدولية؟ المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية هي التي تمثل الناشرين الجزائريين في الخارج، سابقا كان هذا دور النقابة الوطنية للناشرين، مؤسسة الفنون المطبعية مستقلة عن النقابة وتابعة لوزارة الثقافة وهي التي تمثلنا في الخارج، نحن كنقابة لا مشكل لدينا مع "ليناق" لكننا نطالب بأن نكون شريكا أيضا.
الأخطاء التي ترد في الكتاب خاصة المدرسية منها، ما موقف النقابة منها؟ لا دخل لنا في هذا الأمر، هذا دور وزارات التربية والثقافة والتعليم العالي، ولجان القراءة التي تمثل كل دار نشر، هناك كتب شبه مدرسية كارثة في غياب مراقبة خاصة تلك التي تطال كتاب الطفل وهو أهم إصدار قد تفوق أهميته أي إصدار من نوع آخر.
ما هي مشاكل النشر في الجزائر؟ هي عديدة أهمها المادة الأولية، الورق.. الحبر.. هذه المادة الأولية بين الضريبة والقانون الجمركي 33 بالمائة خصم وهذا غير موجود في أي بلد في العالم يجب أن تفكر الدولة في جعل الكتاب حاجة بل أولوية كأي مادة استهلاكية يحتاجها المواطن. بعيدا عن كل ما قلناه دعيني اكشف لكم أمرا تفضل ما هو؟ النقابة الوطنية لناشري الكتب ستساهم في جائزة عمي "الطاهر وطار للرواية" باللغة العربية والمخصصة لفئة الشباب.