حمس الأكثر انتشارا وقادرة على خوض الانتخابات لوحدها رد عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، على المطالبين من "حمس" بتغيير موقفها من التحالف، مؤكدا أن "الحديث عن التحالف الانتخابي لا يكون إلا محليا"، فيما وجّه رسالة إلى جبهة التغيير، قائلا إن التحالفات الانتخابية "بعيدا عن حركة مجتمع السلم قد تؤثر سلبا على مشروع الوحدة" . أوضح عبد الرزاق مقري، موقفه من تحالف "النهضة والعدالة" وإمكانية التحالف بين حمس وجبهة التغيير، وأكد أن ما وقع بين النهضة والعدالة "لم يحدثنا أحد بشأن هذا التحالف الذي وقع.. ولم يعرض علينا أحد أمره" وهو بالنسبة إليه "تحالف بين إخوة كانوا في حزب واحد فرجعوا إلى بعضهم البعض". وأضاف مقري حسب ما كتبه عبر صفحته الرسمية للفايسبوك أن مصلحة الحركة الإسلامية ومصلحة الأوطان الموجودة فيها هي في "وجود حزبين إسلاميين وسطيين معتدلين"، وهو الطرح الذي قد لا يستسيغه البعض. وأضاف مقري في تبريره لهذا الطرح قائلا إن التشرذم وكثرة الأحزاب "ليس جيدا إذ أن ذلك يشتت القوى"، ووجود حزب إسلامي قوي واحد -أيضا بالنسبة له- "ليس جيدا"، مشيرا إلى أن المسؤولية والأمانة "أثقل من أن يقدر عليها حزب إسلامي واحد مهما كانت قوته" وذلك ضمن الظروف "الصعبة" التي تمر بها البلاد والعالم العربي، واعتبر مقري أن اجتماع كل الإسلاميين في حزب واحد "مخيف لمنافسيهم وخصومهم في الداخل والخارج" مما يعطي -يضيف- المبررات للتحالف ضدهم داخليا وخارجيا وقطع الطريق عليهم، معتبرا أن هذه المرحلة وهذه الانتخابات "لا تمثل فرصة كاملة (وطنيا ودوليا) تتطلب وحدة انتخابية شاملة ضمن ظرف حاسم". ويرى مقري أن حركة مجتمع السلم هي "الحزب الأكثر انتشارا وهيكلية ومؤسسات متخصصة وتجربة في إدارة الشأن العام"، مضيفا أنها "الأقدر على اقتحام العقبة وحدها في هذه المرحلة الانتخابية"، مما يجعله -يضيف- أنه من المفيد أن تتكتل الأحزاب الإسلامية الأخرى "حتى تشكل بديلا مستقبليا وفرصة لضمان انتشار الحركة الإسلامية وجاهزيتها في حال ضعف حركة مجتمع السلم"، وحتى في حالة التداول السلمي على السلطة ضمن منطق ديمقراطي "سيتحقق آجلا أم عاجلا". وبخصوص التحالفات المحلية التي أقرها مجلس شورى حمس، أوضح مقري أنها "أقرب إلى الصدق مع المواطنين"، مضيفا أنها تحالفات واقعية بين أحزاب موجودة على الأرض فعليا في المكان الذي يراد فيه التحالف، معتبرا أنه "لا يعقل أن يكون التحالف في ولاية ما بين حزب موجود وحزب غير موجود، أو بين حزب قوي في ولاية ما وحزب ضعيف يزيد التحالف معه في الإرباك وليس في فرص النجاح"، مؤكدا إمكانية تجاوز هذا الأمر بالتراضي "إذا صاحب التحالف مشروع وحدة حقيقية واقعية ذات فرص عالية". وأما عن مشروع الوحدة بين أبناء مدرسة الشيخ محفوظ، قال مقري "فهو مشروع نؤمن به إيمانا عميقا"، مضيفا "وهو مشروع لا نريد ربطه بالانتخابات حصريا"، معتبرا أن "أي حديث عن التحالف الانتخابي لا يكون إلا محليا"، مؤكدا في هذا الشأن "ولا يمكن العودة إلى مجلس الشورى ليغير قراره إلا إذا توصلنا من خلال الحوار القائم بيننا إلى تصور للوحدة قابل للإنجاز" لتصبح الانتخابات عندئذ "جزءا من الوحدة".