شرعت أغلب الأحزاب السياسية في الكشف عن مترئسي قوائمها الانتخابية عبر الولايات، باستثناء قائمة العاصمة التي كثر حولها اللغط والمد والجزر، بين الوزراء الحاليين أو السابقين وحتى المسؤولين في عدة مناصب، أو النواب الحاليين أو السابقين، الأمر الذي يجعل قائمة العاصمة بمثابة "حقل ألغام" قد يفجر التحالفات وحتى الحزب العتيد. قبل حوالي أسبوع من اختتام موعد إيداع ملفات الترشح، تجد العديد من الأحزاب السياسية صعوبات في الفصل في قضية متصدر القائمة على مستوى عاصمة البلد، بالنظر لما تحمله هذه الولاية من أهمية سياسية واقتصادية، حيث سارع حزب جبهة التحرير الوطني، لتفنيد ما تم تداوله مؤخرا بخصوص ترشح الوزراء، خاصة الوزير الأول عبد المالك سلال أو وزير السكن والتجارة بالنيابة عبد المجيد تبون على رأس قائمة العاصمة، وذلك بعد أن خسر صدارة الولاية في آخر استحقاق سنة 2012 لصالح قائمة تكتل الجزائر الخضراء، وهو الذي يطمح لاعتلاء الصدارة هذه المرة، غير أن عدم فصل الباب العالي في مسألة من يتصدر قائمة الجزائر العاصمة أجل الكشف عن ذلك إلى موعد لاحق، وأكيد لن يتجاوز تاريخ 5 مارس الداخل. فيما يتجه التجمع الوطني الديمقراطي لترشيح النائب الحالي، صديق شهاب أو الوزير الأسبق عبد الكريم حرشاوي. أما لدى معسكر الإسلاميين، فإن الأمر أصبح يشبه "حقل ألغام"، فلم تتوقف التسريبات عمن سيتولى رأس القائمة، إذ هناك حديث عن ما يشبه "فيتو" على مستوى "الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء" وخاصة من طرف حركة النهضة، التي ترغب في ترؤس القائمة، في وقت يتم اقتراح سليمان شنين من طرف حركة البناء وحسن عريبي من طرف العدالة والتنمية، غير أن النائب والقيادي في العدالة بن خلاف نفى الأمر عبر صفحته الفايسبوكية، مشيرا إلى أن كل القرارات تتم ب«التوافق والتنازل"، مشيرا "العاصمة لم تكن يوما قد حسم أمرها لجهة ما"، مؤكدا "بل هي محل دراسة لحد الساعة". أما لدى القطب الآخر "حمس التاريخية"، فإن المد والجزر ما يزال سيد الموقف، في ظل ما يتم تسريبه هذه الأيام لوسائل الإعلام، حيث إن الأمر لم يحسم بعد في ظل اقتراح المناضل ياسر عرفات من طرف جناح داخل "حمس"، واقتراح رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة الذي لم يرد بعد على هذا المقترح، يبقى الأمر محل لقاءات ثنائية متكررة ومتواصلة بين التغيير وحمس للفصل في الأمر قبل المواعيد القانونية. كما أن بعد الأحزاب العريقة، على غرار حزب العمال، جبهة القوى الاشتراكية، التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، لم تفصل بعد في من يترأس قائمة العاصمة. في حين تشير بعض المعلومات لتزكية الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون على رأس قائمة عاصمة البلد. في حين سيقدم الأرسيدي رئيسه محسن بلعباس. أما الأفافاس فقد يلجأ لشخصية خارج الحزب، من المرجح أن تكون حقوقية.