"تقارب إلى حد التطابق في مواقف البلدين بخصوص الأحداث الدولية" "أطراف من السلطة الفلسطينية تدعم خيار الانتفاضة والمقاومة" يؤكد رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، أن العلاقات الجزائريةالإيرانية، تشهد مرحلة تحول فارقة ميزها توافقً واضح في مواقف البلدين تجاه كثير من الأحداث الدولية، خلال السنوات الأخيرة. ويرى لاريجاني أن هذا التقارب ترجم كذلك في حجم الزيارات الرسمية المتبادلة بين الطرفين، والتي ستزيد انتعاشا ودينامكية جديدة خلال الزيارة المرتقبة للرئيس الإيراني، حسن روحاني إلى الجزائر. ويعترف كبير المفاوضين في الملف النووي الإيراني بالدور الإيجابي الذي لعبه الرئيس بوتفليقة في الدفاع عن حقوق الشعب الإيراني في امتلاك برنامج نووي لأغراض سلمية، مشددا على ضرورة الاستفادة من هذه الفرصة بأفضل صورة ممكنة بالنظر إلى تقارب الآفاق في وجهات نظر قادة البلدين. حاوره بطهران : مصطفى دباش
هناك حديث عن زيارة مرتقبة لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسن روحاني للجزائر، ما تقييمكم لواقع العلاقات بين البلدين؟ العلاقات بين البلدين كبيرة ومتعددة، سواء تعلق الأمر بالأحداث الإقليمية بالمنطقة وكذا القضايا الدولية. ومن خلال الحوارات والجلسات مع الرئيس بوتفليقة المتعددة تبين أن إيرانوالجزائر يسيران في فلك واحد لكن للأسف لم يستفد من هذه العلاقات السياسية المتميزة من القدر الكافي في المجال الاقتصادي والتجاري.. لكننا نحن كإيرانيون وجزائريون نسعى معا لتغطية هذا الجانب، فهناك مشاريع وقطاعات في الجزائر يمكن لإيران أن تستثمر فها بقوة مثل المشاريع العمرانية والسكنية والصحية الرائدة فيها بلدي، كما أننا يمكن أن نستفيد من الجزائر وخبرتها في مشاريع أخرى لذلك سنبحث هذه المواضيع خلال زيارة الرئيس الإيراني روحاني المرتقبة للجزائر من جهة أخرى، تحاورنا مع الجزائر كثيرا وتبادلنا وجهات النظر حول فلسطين وفي كثير من المسائل وفي كل مرة يتبين لنا أن مواقف البلدين واحدة تقريبا، إلا أن القضية الفلسطينية مسألة عويصة وشائكة فمن الداخل تعاني من الاختلالات الموجودة ومن الخارج المؤامرات والضغوط الرهيبة على الشعب الفسيطني وممثليه في مختلف الفصائل مثلما يحدث مؤخرا، إلا أن هذا الضغط قد يعود على المقاومة بالإيجاب لمواصلة عزمها ونضالاتها حتى تحقيق النصر.
سبق أن تحدث الرئيس بوتفليقة حول حق دول الجنوب امتلاك الطاقة النووية لأغراض سلمية فماذا عن موقفه من "النووي الإيراني"؟ لقد سمعت رأي الرئيس بوتفليقة عندما التقيته في آخر زيارة لي للجزائر وفعلا كلامه صحيح عن حق دول الجنوب النائشة من امتلاك الطاقة النووية لأغراض طبيبة كمجال الطب وهو الموقف الذي أكده لي بوتفليقة، كما أن الملف النووي الذي كانت إيران ولا تزال تناضل من أجله وتدافع عنه بصوت عالي، مما جعل الدول الصناعية الناشئة تدرك حقها في ضرورة امتلاك النووي السلمي وعليه يمكن الجزم أن الحكومة الإيرانية قد كسرت هذا الحاجز وجعلت منه دافعا لباقي الدول في الدفاع عن حقها في اكتساب الطاقة النووية لأغراض سلمية. لهذا نحن نؤيد أفكار الرئيس بوتفليقة ونحييها ولكن ما يجول في خاطري هو أن الدول الغربية لازالت تضغط على باقي الدول وتمنعهم من امتلاك الطاقة النووية، لذا أقول إن هذا الأمر يحتاج إلى مقاومة صارمة من قبل البلدان التي تريد النووي وتقف في وجه الغرب وأمريكا بالأخص. انتهت أشغال المؤتمر السادس لدعم الانتفاضة الفلسطينية، هل يمكننا معرفة دواعي عقد المؤتمر وكيف تقيّميون التوصيات التي خرجت به؟ أنتم المشاركون من يقيّمون هذا المؤتمر أظن أن هذا اللقاء كان استثنائيا بمعنى الكلمة، فالمتدخلون كانوا في المستوى سواء رؤساء البرلمانات والنواب المشاركون من عدة دول عربية وإسلامية وإفريقية وأوروبية وكذا الفصائل الفلسطينية المشاركة التي ربما وجدت من المؤتمر مكانا للالتقاء وجها لوجه لأول مرة منذ سنوات، وفي هذه الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة لذلك كان من الواجب طرح القضية الفلسطينية كموضوع محوري كونها هي القضية المهمة والأولى للعالم العربي والإسلامي من جهة أخرى ومن الأمور المهمة التي دعتنا إلى تنظيم واحتضان هذا المؤتمر هو عدم نسيان القضية الفلسطينية، خاصة أن الأحداث الأخيرة بالمنطقة العربية أثرت سلبا على القضية. كيف كانت مواقف وأطروحات الفصائل الفلسطينية المشاركة في اللقاء؟ أظن بأن الجواب عن هذا السؤال جاء خلال مداخلات المشاركين عندما أجمعوا بقولهم إننا أحسسنا أن موضوع فلسطين أصبح أمرا ملموسا وكذلك الحلول المقترحة أصبحت قريبة التحقيق، كما أن الشيء المهم الذي يجب الاهتمام به هو أولا أن يكون هناك تحديد وشرح دقيق ومشترك للمسألة الفلسطينية لأنه في الماضي كان البعض يؤيد طريق المفاوضات أي الحل السلمي والبعض الآخر يؤيد خيار المقاومة المسلحة. وفي رأيي، فإن طريق المفاوضات أو الصلح تتبناه أمريكا وإسرائيل وتحاول فرضه على الفلسطينيين والدول العربية. أما خيار المقاومة تتبناه بعض الدول الإسلامية وبعض الفصائل الفلسطينية والواقع أثبت أن خيار المفاوضات لم يتوصل إلى نتيجة بل ضاعف في ضياع حقوق الشعب الفسطيني أكثر وأكثر. وماذا عن موقف السلطة الفلسطينية؟ أود أن أخبرك أن بعض المشاركين في مؤتمر دعم الانتفاضة من السلطة الفلسطينية أكدوا أنه لم يعد هناك جدوى من خيار المفاوضات مع الإسرائيليين. وهو اعتراف بالغ الأهمية، كما أن الشيء المهم والمشترك الذي خرجت به توصيات المؤتمر هو إيجاد محور مشترك للأخوة الفلسطينية الفرقاء، فيما يتعلق بحل القضية.