-حبس أشخاص متورطون في بيع "التوقيعات" - "لم ولن نتأثر بأي جهة سياسية كانت، لا سلطة ولا أحزاب" تعهد عبد الوهاب دربال، رئيس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، أمس، بالاستقالة من منصبه في حال ثبت لديه أن العملية الانتخابية غير نزيهة. فيما أبدى ارتياحه لعمل الإدارة بخصوص تطهير الهيئة الناخبة، حيث تم إسقاط العديد من الموتى المسجلين. فيما قال: "لا أضمن أخطاء الموظفين بالإدارة". وفي الشق المتعلق بالمتاجرة بالتوقيعات، كشف دربال أن هيئته وقفت على "حالتين أو ثلاث حالات" يشكلون "ستة (6) أشخاص"، وقال "هناك تزوير في التوقيعات حقيقة"، مشيرا إلى أن الهيئة "لم تتلق الكثير من الإخطارات"، مضيفا "هناك 2 أو 3 حالات (06 أشخاص) على الأقل تم القبض عليهم بالدليل وهم مسجونين حاليا"، مشيرا إلى أن من بينهم "موظفين ومناضلين في أحزاب"، مذكرا بأن الجميع يمكنه إخطار الهيئة بأي تجاوز "ونحن على مسافة واحدة من الجميع، ونحن حلفاء الأحزاب التي تحرص على النزاهة، وحلفاء الإدارة التي تريد تطبيق القانون على الجميع"، مشيرا بالقول "ضمان النزاهة ليست مهمة الهيئة وحدها، بل نحن جزء"، ولكن الأمر حسبه متعلق ب«الأحزاب، والحكومة، والإعلام، والمجتمع المدني"، مشددا "نحن سندافع عن نزاهة الانتخابات بتطبيق القانون، ونقطع الطريق أمام كل من يريد أن يتم انتخابه بأي طريقة كانت". واعتبر عبد الوهاب دربال، أن كل من يريد مراقبة الانتخابات "فهو حليفنا"، معبرا عن أمنيته في أن تكون الانتخابات نزيهة "أتمنى أن تكون الانتخابات القادمة نزيهة، لأنه هدفنا"، مضيفا إنه "إذا لم يقم كل بدوره ستكون لنا العديد من الصعوبات". وبخصوص حياد الإدارة، قال رئيس الهيئة العليا لمراقبة الانتخابات، الذي حل ضيفا، أمس، الثلاثاء، على القناة الإذاعية الثالثة، إنه بالنظر لتعهد وزير الداخلية بالحياد "أضمن بأن أعوان الإدارة سيكونون حياديين"، مضيفا "ولكن لا أضمن أخطاء الموظفين"، داعيا الجميع للتفرقة بينهما "فرقوا بين الإدارة والموظفين". وفي سؤال عن نزاهة الانتخابات القادمة، أعلنها دربال صراحة "إذا كانت الأمور محسومة مسبقا سأستقيل اليوم"، مضيفا في السياق ذاته "إذا رأيت أنها لعبة لعبت مسبقا، وإذا كان لدي أدلة نهائية لن أبقى يوما واحدا في الهيئة"، معقبا على ذلك بالقول "وهذا لا أؤمن به وهذه ليست الحقيقة"، متعهدا بهذا الشأن ب«النضال والوفاء للكلمة التي قدمتها للشعب". وفي تقييم أولي للعملية الأولى من الانتخابات، قال دربال إنه "رسميا راض" عن نتائج تطهير القوائم الانتخابية، واصفا جهود وزارة الداخلية بأنها "كبيرة" في هذا الملف، معتبرا أنه "يمكننا فعل أكثر من هذا مع الوقت"، مضيفا "لأول مرة منذ الاستقلال لدينا هيئة ناخبة لا ترتفع بالطريقة المعهودة وليست مضخمة"، وقال "حصل تطهير كبير جدا خاصة ما تعلق بالموتى". من جهة أخرى، قال دربال إنه "لا يمكن الحديث كثيرا عن الديمقراطية" بحجة أنها "ثقافة نتعلمها"، ما يفهم من كلام الرجل أنها غائبة عن المشهد السياسي للبلد، معتبرا أنه "ليس الموعد الأول الذي سيغير كل شيء"، موضحا أن الهيئة حاليا "تبني القواعد الأساسية لانتخابات شفافية ولديمقراطية دائمة في البلد". وفيما يتعلق بإمكانيات الهيئة، قال رئيسها دربال "ليست لدينا كل الإمكانيات ولكن البعض منها"، مضيفا "ولكن نحن هيئة مستقلة، وليعلم الجميع أننا مستقلون ونريد ذلك، قانونيا وماديا وذلك يؤثر على قراراتنا"، مشددا في السياق ذاته "لم ولن نتأثر بأي جهة سياسية كانت، لا سلطة ولا أحزاب". وفي سؤال عما إذا كانت الانتخابات القادمة مغايرة للسابقة، قال دربال "لدينا الحق لتكون انتخابات نزيهة، وهذا واجبنا"، معتبرا أنه "حان الوقت للخطوة الأولى لانتخابات حرة ونزيهة"، معتبرا ذلك "تحدي لجميع الجزائريين والأحزاب، والسلطة خاصة، وليس للهيئة فقط". وبخصوص تمويل الهيئة قال "هناك طريقين من الناحية النظرية"، مضيفا "ولكن لم نتلق شيء لحد الآن".