مع بداية العد التنازلي لانطلاق الحملة الانتخابية للانتخابات التشريعية، تصاعدت حمى الاحزاب السياسية، وحتى الوزراء لاجتياز امتحان قدرة الخطاب السياسي على تحريك الكتلة الناخبة نحوصناديق الاقتراع والكل ضبط عقارب ساعاته على موعد 4 ماي، ووجه بوصلته نحواستمالة المنتخبين، والتركيز على مواجهة شبح المقاطعة. وبعيدا عن برامج الاحزاب المسطرة والتي تمنح حلولا سحرية لكل المشاكل على مختلف المستويات، غرقت بعض الأحزاب قبل بداية الحملة الإنتخابية والمرافعة لبرامجها في فوضى الخطاب الشعبوي. في حين فضل وزراء حكومة سلال إطلاق وعود عسلية برزت فيها عودة القروض الحسنة، ومنح قروض لخريجي الجامعات، فضلا عن توزيع سكنات. فيما كانت "سقطة" والي العاصمة الأكثر إثارة. رؤساء أحزاب يختارون الزردات ويلعبون في الملاعب الحملة الانتخابية غير الرسمية انطلقت وساعة الحسم بين المتنافسين لحجز مقعد في قبة زيغود يوسف اقتربت، فجرفت قيادات الأحزاب إلى الولايات الداخلية والجنوبية في مهمة لجمع أكبر قدر من الأصوات، وسط معطيات دنست مشهد الانتخابات قبل بدايتها، ووفرت لها عناصر التنفير عوض الاستقطاب، فالمتتبع لخطاب الأحزاب السياسية في الفترة الاخيرة يكتشف هبوط مستوى الخطاب إلى الشعبوية. ولم يكتف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، بدعوة مرشحيه لحضور كل الزردات ولم يتحرج من إصدار تعليمة تدعومترشحي الحزب لعدم تفويت الاعراس وحفلات الحجاج واستغلال كل المناسبات للتحسيس بالمشاركة في الانتخابات كخطوة بديلة لدى الحزب لامتحان شعبيته وتقريب المترشحين من المواطنين، بل ذهب أبعد من ذلك في خطابه ورافع في تكهنات خيالية لصالح تحقيق نسبة مشاركة تفوق 50 في المائة، رغم المخاوف من شبح العزوف الإنتخابي. كما كانت أجواء كرة القدم حاضرة في خطابات رؤساء الأحزاب، حيث ساق احمد اويحيى كلامه عن المنافسة بين حزبه الأرندي وبين جبهة التحرير الوطني من منطلق المنافسة الكروية مهونا من حدة الخلافات بينهما، وقال أن الأفلان والأرندي مثل "المولودية "والإتحاد"، وأن التنافس لن يكون إلا في إطار الروح الرياضية".وفي الملعب نفسه لعب رئيس جبهة التغيير، حيث تعجب من التصريحات الصادرة عن بعض الاحزاب التي تتحدث عن المرتبة الثالثة والرابعة، وتلعب على "الهبطة" مثل الفرق الصغيرة، مشيرا إلى أن حركته كبيرة ومن فئة الكبار ولا تلعب إلا على "الطلعة" على غرار مولودية الجزائر واتحاد العاصمة وشباب بلوزداد. وزراء يرفعون سقف الوعود.. والقروض في مزاد في وقت رمت قيادات الأحزاب السياسية الكبيرة والصغيرة على حد سواء بكل ثقلها إلى الساحة السياسية، إيذانا بانطلاق حملة الانتخابات التشريعية قبل آجالها الرسمية، في محاولة لشد انتباه المواطن المستقيل، واستقطاب الشارع غير المكترث بالمعارك والحروب الدائرة رحاها داخل الأحزاب وفضلوا وصفات متشابهة في مضمون برامجها الانتخابية، خرج الوزراء والولاة لرفع سقف الوعود على اعمدة دخان، حيث فضل عدد من وزراء حكومة سلال إطلاق وعود وإغراءات لاستمالة الفئة الصامتة وتفعيل حماس المنتخبين وإقناعهم بالتصويت، وقرر في السياق وزير الشؤون الدينية والاوقاف محمد عيسى إعادة بعث صيغة القرض الحسن وبل ويتجه نحو رفع قيمته إلى 100 مليون سنتيم. فيما تعهد والي العاصمة عبد القادر زوخ بمنح قروض حلال ومحلات تجارية لخريجي الجامعات، لكن الغريب في خرجة الوالي الاخيرة كانت في المساومة التي اطلقها بشأن طالبي السكن حيث قال "المواطن الذي نال حقوقه من الدولة لا بد عليه من أداء حقوق الدولة عليه، واصفا المقاطع والعازف عن الانتخاب ب«المواطن الحرايمي".