الأمير الإرهابي دفع 300 ألف أورو للسلطات الليبية لفك أسر صهره من المقرر أن تفتتح محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء الجزائر، يوم الإثنين، أحد أبرز الملفات الأمنية التي تخص الإرهابي الدولي "عماري صايفي" المكنى "عبد الرزاق البارا" لتكشف في طياته تصريحات خطيرة ومثيرة لإرهابيين أحدهما جزائري وآخر مالي، عن كيف كان "البارا" يبرم عديد الصفقات مع الجماعات الإرهابية الناشطة عبر محور موريتانيا، ماليوالنيجر لدعم نظرائهم في الجزائر بالذخيرة ومختلف الأسلحة الحربية، فضلا عن تواطؤ الحكومة الليبية، بحسبهما، معه للإفراج عن صهره مقابل 3 سيارات رباعية الدفع ومبلغ 300 ألف أورو كرشوة، فضلا عن تعاملاته مع نقيب مالي الذي زوده بالأسلحة والذخيرة. وتضمنت تصريحات المتهمين الجزائري (غ.ع) المكنى "المقاتل أبوجبل" وهو ينحدر من ولاية بسكرة، والمالي (ي.ب. م) وهو راعي غنم من توارق بلاده وقائع خطيرة، إذ ورد عن المتهم الأول أنه التحق بالجماعات الإرهابية عام 1996، بدعوة من الإرهابي المكنى "أبوالهمام" لتوكل له مهام الحراسة والطبخ إلى حين تولى مرافقة الإرهابي "أبو البراء" إلى مدينة بسكرة، وفي طريقهما صادفا أحد البدو الرحل، فتعمدوا قتله لتجريده من بندقيته ومعها 20 خرطوشة، وهي العملية التي تم بموجبها تسليحه ليشارك عقبها في عدة عمليات إرهابية بينها اغتيال 30 مواطنا في حاجز أمن مزيف نصب في صحراء الجزائر، إلى جانب اغتيال 6 عمال من المجمع النفطي سوناطراك. كما سرد المتهم تفاصيل باقي نشاطه الإرهابي، بينها اشراكه في نصب كمين بإحدى المزارع مطلع عام 1997، ليتربصوا بأربعة أفراد فقتلوا أحدهم وذبحوا اثنين في اليوم الموالي فيما تمكن رابعهم من الفرار، وعقب هذه العملية انضم إلى كتيبة الفرقان الناشطة بجبال بوكحيل بولاية الجلفة، حيث كان ينشط كمخبر ليكشف لقاضي جماعته المكنى "أبوهريرة" عن أسماء عدد من الملازمين في صفوف الجيش الشعبي الوطني الذين انضموا قصدا للجماعات الإرهابية كمخبرين لصالح الجهاز العسكري لتجري محاكمتهم وتنفيذ عليهم حكم الإعدام. كما أقر المتهم بمشاركته في صنع العديد من القنابل اليدوية وزرعها بالأماكن العمومية لإزهاق أرواح الأبرياء من المواطنين.
تفاصيل أهم صفقة أسلحة وذخيرة من نقيب مالي ولم ينحصر نشاط الإرهابي "المقاتل أبوجبل" في الداخل فحسب، بل راح يكشف عن تنقلاته بين دول الساحل تحت إمرة "عبد الرزاق البارا"، حيث شارك في مفاوضات لنيل فدية مقابل إطلاق سراح السياح الألمان المختطفين عام 2003 بالحادثة التي تعرف ب«أزمة رهائن الصحراء الكبرى"، ليؤكد "أبوجبل" أنه شارك في اختطاف العديد منهم من أصل 21 سائحا الذين تم احتجازهم بمنطقة الطاسيلي، قبل أن تتمكن قوات الجيش الشعبي الوطني من تحريرهم بعد مطاردتهم ل "البارا" وجماعته ممن تمكنوا حينها من الفرار، وعقبها، يضيف المتهم، تنقل إلى جمهورية النيجر لأجل اقتناء كمية من الأسلحة والذخيرة، غير أنه ومرافقيه تعرضوا للنصب. بالمقابل، تمكنوا من إبرام صفقة أخرى مع نقيب بالجيش المالي المسمى "لمان" الذي وافق على بيعه و«البارا" مجموعة من الرشاشات و4 آلاف خرطوشة، كما أكد أنه التقى مبعوث زعيم تنظيم القاعدة آنذاك "أسامة بن لادن" يدعى "بدر الدين اليمني"وهو يمني الجنسية، إلى جانب سرده لتفاصيل ولوجه جمهورية التشاد وسط إفريقيا أواخر عام 2003، بمعية زعيمه "البارا" و47 إرهابيا من أتباعه بمعية عناصر من الحركة التشادية في عملية قتل فيها نحو 30 فردا من المنطقة الصحراوية، فضلا عن إقرار "أبوجبل" مشاركته في عدة عمليات إرهابية أخرى تحت إمرة "مختار بلمختار" المكنى "أبوالعباس خالد" أمير منطقة الصحراء في الجماعة الإسلامية المسلحة والجماعة السلفية للدعوة والقتال وأمير كتيبة الملثمين في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ومؤسس كتيبة الموقعين بالدماء. وفي السياق ذاته، أورد المتهم في محاضر سماعه، أنه وقع في أسر تنظيم الحركة التشادية من أجل الديموقراطية والعدالة وظل محتجزا لعدة سنوات، حيث كان يفترض حسبه تسليمه إلى السلطات الليبية رفقة عدد من المحتجزين الآخرين لدى الانفصاليين التشاديين الناشطين في منطقة تباستي شمال مالي، مقابل عمولات مالية كانت ستتولى السلطات الليبية دفعها بموجب وعود أبرمتها الأخيرة مع "البارا"، غير أن ذلك لم يشمل سوى صهر الأخير دون باقي الأسرى. فيما لم تكلل صفقة تسليم المتحدث للسلطات الليبية لعدم اتفاقها مع الانفصاليين حول قيمة المبلغ.